آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:24ص

أمريكا - الحوثي .. أصدقاء الأمس أعداء اليوم

الجمعة - 12 يناير 2024 - الساعة 05:18 م

أحمد سعيد كرامة
بقلم: أحمد سعيد كرامة
- ارشيف الكاتب





يجب علينا أن نرتقي نحن معشر اليمنيين الجنوبيين تحديدا بطرحنا وتفكيرنا إلى مستوى الحدث والتطورات المتسارعة الخطيرة الاستثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ضد مليشيات الحوثي ، لم يكن هناك طريق أخر لتسلكه أمريكا وحلفائها بعد التصاعد المستمر لوتيرة العمليات العدائية وإستهداف مصالحهم الحيوية بصورة مباشرة ، وتهديد أمنهم القومي في خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر ، مما كبد اقتصاديات تلك الدول خسائر مادية كبيرة .

بعض المراقبين والمتابعين المحليين من اليمنيين لمجريات الأحداث المتسارعة الأخيرة للعمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي بالاراضي اليمنية ، كانوا يشككون أن تقدم أمريكا وحلفائها على شن ضربات جوية ضد مليشيا الحوثي ، واليوم لا زالوا يشككون بنوعية الأهداف التي قصفت ومدى جديتها وخطورتها ، رغم جهلهم المؤكد بتلك المواقع السرية التي قصفت واستحالة الإعلان عنها من قبل الحوثي .

لا عداوة أبدية بالعرف السياسي والعسكري والدبلوماسي ولا صداقة دائمآ ، المصالح فقط من تحدد وتنظم علاقات الدول بعضها ببعض ، بالأمس منعت الولايات المتحدة الأمريكية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من حصار وتحرير صنعاء ، ووقفت بريطانيا حجر عثرة أمام سيطرة قوات العمالقة الجنوبية على مطار الحديدة ومينائها ، واليوم يكتوي العالم قاطبة بنار تلك الأخطاء الإستراتيجية القاتلة .

أهداف نوعية محددة سلفا من قبل الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية وحلفائها ، ناهيك عن طائرات الاواكس والمسيرات وغيرها من وسائل التجسس والرصد الحديثة ، دخل الحوثي بدائرة الرصد من قبل كبرى أجهزة الاستخبارات العالمية والإقليمية ، وبات الهدف رقم 1 لدول العالم العظمى بالشرق الأوسط .

السؤال الأهم هل سيقوم الحوثي بالرد على هجمات أمريكا وحلفائها ويدخل في دوامة الضربات الصاروخية والجوية المضادة ، أم يكتفي الحوثي بالتصريح أنه سيرد بالوقت والمكان المناسبين كإيران .

وإذا قصف الحوثي أهداف بحرية أو برية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ردا على قصف فجر الجمعة ، هل سيرد التحالف الأمريكي بقصف البنية التحتية للعاصمة صنعاء والحديدة تحديدا .

بكل الحروب القديمة والحديثة الضربة الأولى تعتبر بالون إختبار وتسخر كافة الاجهزة الاستخباراتية ومراكز الدراسات العسكرية الإستراتيجية وخبراء الحروب لتقييم نتائج الضربة الأولى ومدى فعاليتها وتحقيق أهدافها من عدمه ، وماهي الثغرات القاتلة أن وجدت وكيفية سدها سريعا ،

البعض من اليمنيين يذهب بعيدا ويحدد أهدافه العسكرية الخاصة به كأهداف للولايات المتحدة وحلفائها كالقضاء على عبدالملك الحوثي وقياداته ، هذا الأمر لن يحدث إلا بحرب شاملة قد تستغرق شهور أو سنوات وقوات برية ضخمة تسيطر على الأرض ، وهذا مستبعد تماما بسبب تجاربهم السابقة الفاشلة في أفغانستان والعراق وسوريا ، كما أن أهدافهم وحساباتهم ومصالحهم تختلف وتتعارض كليا مع أهداف الإقليم وأهدافنا ، مصالحهم الخاصة أولا وأخيرا علينا أن ندرك ذلك .