آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-12:10ص

وانكشف الستار مؤخرا

الخميس - 28 ديسمبر 2023 - الساعة 12:24 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


بعد أكثر من 70 يوما من الضحك على ذقون العرب والمسلمين؛ هاهي مسرحية أمريكا والحوثي (بشأن غزة) في البحر الأحمر، والبحر العربي تتكشف، وتظهر عارية لكل من له بصر وبصيرة؛ لتروي للعالم حقارة العلاقات الشيعية، الباطنية من جهة، والصهيونية/ الغربية من جهة ثاتية، وما كانت تخفيه في غضون هذه المسرحية الدموية من أهداف حقيرة، قذرة. 
هذه المسرحية، ذات الحبكة الشيطانية الماكرة؛ ذكرتني بالصبية، وهم يتصارعون بكل ما أوتوا من قوة، لكن وهم لايشعرون بحالهم، وصورهم في المشهد غير المتكلف، وغير المقصود؛ لا يعلمون أن وسيلتهم هذه في هذا الاصطراع ليست سوى أغطية للرؤوس (كوافي) لاتهش ولا تمش.
المسرحية هذه كانت تريد أن تقنعنا بكل مامزجت به من شيطانية أننا نقف بالقول والفعل إزاء قوة عربية، إسلامية، حقيقية، تهدف للوقوف بصدق في صف مقاومة العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، المدعوم من كل قوى البطش، والطغيان، والإرهاب الأمريكي الغربي المتغطرس.
وللحقيقة؛ فقد كدنا نصدق اللعبة، مع ماكان من اللامعقول، وغير المقبول؛ حتى اكتشفنا فجأة ماخفي من حرفية المصور الخبيث، ودناءة المخرج، والممثلين،فلقد علت الهتافات، وأصوات المؤيدين للحوثة، وحزب الله اللبناني، وإيران،     وعلت أكثر مع انطلاق الصواريخ البالستية، والطائرات المسيرة نحو البحر الأحمر.
وحتى مع انكشاف سوء التوجيه نحو الأهداف؛ ظل الكثيرون يهتفون بحياة حزب اللات، ويلمعون جماعة الحوثي، ويهتفون بحياة القيادة الإيرانية، ولم يصح الجميع إلا بعد أن انكشفت اللعبة فجأة؛ بتقاطر القطع الحربية الضخمة، الأمريكية،  البريطانية، وبالسفريات المفاجئة لوزير الحرب الأنريكي في دول المنطقة للدعوة لتحالف دولي لحماية الملاحة بالبحرين الأحمر، والعربي، وبالحشد الأمريكي الخرافي، وغير المعقول؛ الذي بلغ قرابة 100 بارجة ومدمرة وحاملة طائرات أمريكية، وأوروبية، والتي شملت مناطق البحر الأحمر، وباب المندب وخليج عدن. 
ومما خيب الظنون أن وزير الدفاع الايراني الذي كان قد أرعد، وأزبد، وهدد وتوعد، وأكد أن بحر قلزم منطقة نفوذ إيرانية؛ رأيناه بعد أيام قلائل فقط ينفي؛ وهو يسمع أمريكا تعلن أن السفن البحرية الأمريكية أسقطت قرابة 40 صاروخا وطائرة مسيرة أطلقها الحوثيون على سفن مدنية في البحر الأحمر .. رأيناه ينفي صلة بلاده (ايران) بما يطلقه الحوثة، الذين لم  يصيبوا أصلا ولا سفينة واحدة إصابة مؤثرة، ولم يستهدفوا ولا قاعدة عسكرية أمريكية أو اسرائيلية (تقع في جواره الأفريقي) لا في البحر الأحمر، ولا في البحر العربي، ولا حتى أتانا عرجاء؛ كانت تتحدى صواريخهم الرعناء في صحراء التقب!!
وفي المقابل؛ قدم الحوثي بهذه المسرحية الشيطانية للخزينة الأمريكية 100 مليون دولار يوميا، تدفعها السفن العملاقة المارة من باب المندب، البالغ عددها مئة سفينة يوميا، بواقع مليون دولار عن كل باخرة، هذا فضلا عما ستدفعه البلدان المشرفة على البحر الأحمر مقابل الحماية الأمريكية، وكله على شأن الأمريكان، هدية من الحوثي، وصواريخ ايران، وبالمجان، مقابل تلميعه كمناضل عتيد، ومجاهد شديد، وهات من الأكاذيب، وتبادل المصالح والمنافع المنتنة..
ولاعجب أن يحصل هذا؛ فقد قدم الأمريكان السبت ليلاقوا الأربعاء مبكرا، فمكنوا الحوثي من صنعاء، لأجل هذا السبب تحديدا، وليكون الخادم المطيع للبيت الأسود، وكلب الصيد المدلل، فعززوا سلطاته الانقلابية، غير الشرعية في البلد، ودافعوا عنه، وحالوا دون انهياره في المعارك، بل أوقفت الحرب عليه في عدد من المخانق، ومكنوه من ميناء الحديدة، وأخرجوا قوات الحكومة الشرعية من ذلك الميناء، ورفضوا تصنيفه كجماعة إرهابية عدة مرات، بل وأطلقوا له العنان للمشاركة في هذه المسرحية العفنة..
لقد سقط الستار، وتتاثرت، وانطمست الأصباغ في البحر الأحمر، والبحر العربي، والبحر الأبيض؛ لتشف عن وجوه قبيحة، ومسارات كسيحة، وليل في الٱفاق؛ حالك السواد.