آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-01:47م

من البادية والجبال السود لكم اطيب تحياتي… !

السبت - 16 ديسمبر 2023 - الساعة 09:27 ص

محمد صايل مقط
بقلم: محمد صايل مقط
- ارشيف الكاتب


قبل أيام فوارط اصرت علي أم الحسين بمرافقتها إلى القرية لزيارة الأهل والخلان ..رافقتها على مضض لشحة الامكانيات ..فاإيجار المواصلات ولوازم السفريات باتت ضربا من ضروب الخيال في زماننا هذا ..وصلنا مع غروب الشمس وهو مايثير في نفسي لواعج واشجان فتانه ..حطينا الرحال بدارنا القديم ..وفتحنا الباب فشعرت برغبه في اابكاء ..ولسان حالي يردد… 
لاتسأل الدار عمن كان يسكنها ..ااباب يخبر ان القوم قد رحلوا ..استقبلنا شقيقي علي وابنته رغد ..واخلدنا الى الراحه ..بعد وعثاء السفر ..كنا نرتجف من شدة البرد القارس ..لكنني فرحت بالمجمرة وامواقد النار من حطب السمر ..الذي اذهب عنا البرد ..فأنتعشت نفوسنا وفي الصباح ..أخذت أم الحسين إلى واحة الارض مدارج هوانا ومراتع صبانا ..الارض الذي لعبت وسط اطبانها فسالت دماء جروحي على ترابها كما سالت دموعي على فراقها ..تذكرت ايام الشباب انا وام الحسين من بداية زواجنا من مطلع الثمانينات ..جمالها وشعرها المسترسل والمحاذي لاردافها ..وياما مشينا وايده بأيدي كانت خصاله تداعب خدودي .

.اما الان فلاتسألوني عن جمالها ولاعن شعرها المنتوف ..كانت لنا أيام ونحن نمتطي دارنا العتيق مصطحبين مذياعنا الفيلبس ..ومع سكون الليل والقمر يشدو موال وخاطر على البال في سماء قريتي ..وصوت امكلثوم ..وكانت أيام تعالى لي اوام ..وانا عندي كلام وفي قلبي هيام… وادعنا قريتنا في اليوم التالي وانا الوح بيدي ومرددا لاغنية العطروش ..من منتصف الستينات وعود ليهم عود عد لتلك المراعي الجبال السود… 


البدوي محمد صائل مقط ..