آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-08:34ص

(لا تصدقهم)

الأحد - 10 ديسمبر 2023 - الساعة 01:22 م

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب


هكذا قالها لي أحد الأصدقاء القدما وبلهجتنا العدنية المعروفة الساخرة حسك تودف وتصدقهم أيها الصديق العزيز وتعتقد بأن كل الكلام المنمق الذي تسمعه منهم والمزايدة والوطنية الزائفة الكذابة التي يتشدقون بها ويتناولونها ويسوقونها بطريقتهم أثناء حديثهم في اللقاءات والإجتماعات والمحاضرات ومايدور من نقاشات وحوارات عن الإصلاحات ومحاربة الفساد والعمل على تجفيف منابعه وتعقبهم لمصادره وعن تفعيل القوانين والنظم واللوائح والعمل بها وتنفيذها والإلتزام بكل ماورد من توجيهات ومن تعاميم صادرة من تلك الجهات حسك تودف وتصدقهم ونصيحة أقولها لك ياصديقي عفويتك ومثاليتك ونمط حياتك ، حياة أيام زمان ومبادئ وقيم زمان والعونطة والرجولة والشهامة والفتوة والطيبة والجدعنة والصدق والصراحة حق أيام زمان أنتهت وليس لها أي قيمة عند هولاء وهي من ستجعلك عرضة لكثير من المشاكل التي ستواجهها أثناء ممارسة عملك اليوم ،

 انظر حولك شوف كيف صارت عدن وكيف تدهورت وتحولت لقرية تفتقد لكل مقومات الحياة فيها ، وشوف ايش حاصل لميناء عدن الذي يعتبر ثاني أو ثالث ميناء في العالم وكيف تحول لزبالة ، وايش حاصل لمطار عدن الدولي وكيف تحول إلى قمامة ، وشوف وضع الكهرباء والمياه ، وهيئة الأراضي والمساحة وعقارات الدولة ، و أيش الذي حاصل في المديريات الثمان من فوضى وعبث ، وغياب لكل الخدمات الأساسية وتدهور ، فساد ، ومحسوبية ، جبايات ، اتاوات ،  ورشوات ، ضرائب خارجة عن القانون وتواطئ وإهمال في كل إدارة السلطة المحلية ، والواجبات ، تزوير سندات ، وبسط واعتقالات لناس من جهات غير معروفة ، وإقتحامات  لأماكن خاصة وعامة من قبل نافذين وعسكرين وامنين وبالله عليك قولي من حاسب من؟ وهم حاميها حراميها ، عدن التي هي مسقط رأسي انا وأنت وتربينا ودرسنا في مدارسها  ولعبنا في شوارعها وملاعبها وحدائقها وعشنا فيها والتي نعرفها انتهت قتلوها أغتالوها دمروها وحولوها لزريبة لن تعود عدن إلى ماكانت عليه إلا بزلزال ، فيضان توسانامي ، بركان ، يقتلعهم من جذورهم.

لا تندفع ، لاتنخدع ، لاتثق ، لا تتحمس اكثر من اللازم ، لا تصدقهم فكل مايقولوه لك هو كذب وتدليس ومغالطة وهو عبارة عن باب ظاهرة الرحمة وباطنه العذاب وخذ ممن سبقك عبرة ومثل واقولها لك بصراحة وبكل أمانة وصدق إذا كنت انت شريف ونزيه ومخلص ووطني ومهني وتربيت على الخُلق والمبادئ والقيم وثقافة عدن فأعلم علم اليقين بأنك شخصاً غير مرغوب فيه وان تظاهروا لك بغير ذلك واعلم ايضاً انك مرصود واي خطأ او زلة تقع بها اثناء العمل وبغير قصد ومهما كانت صغيرة وان كانت مهنية سوف تحور وتؤول وتشخصن وتفسر إلى ماغير مقاصدها وسوف تتكالب عليك العصابة بكل حقدٍ وانتقام ، وتنقض عليك كلكلاب المسعورة وتنهشك بكل قسوة ، وبشراسة ،  والتي وجودك وعملك لايتفق معهم ويتعارض مع مصالحهم في ذلك المرفق او المؤسسة او الوزارة ولن يحميك منهم احد ولن يقف إلى جانبك أحد سيخذلونك لا مديرك ولا وزيرك ولا من كان يحاضرك ويشدد عليك ويطالبك بتنفيذ اللوائح والأنظمة والقوانين ولن يسندك أحد وسيجعلون من هذا الخطأ قضية الشرق الأوسط والقضية التي ماتحملها ملف وقضية العصر وحديث الساعة في الوقت الذي كل دقيقة وثانية ترتكب افعال ومخالفات وتجاوزات خارجة عن القانون وقضاياء فساد وجرائم وعبث واختلاس المال العام ونهب ونصب وإحتيال وتزوير وسرقة ولصوصية و بسط وقتل وابتزاز وجرائم لا تحصى ولا تعد ولكنها محصنة محمية بشبكة عنكبوتية ومنظومة متكاملة من عتاولة ونافذين هم موجودين ومتغلغلين في مفاصل الدولة والسلطة والحياة العامة وفي الأحزاب والكيانات السياسية المسيطرة على الوضع العام في البلاد والذي يمارسون ابشع وافضع المحرمات ويضعون القانون واللوائح تحت نعالهم ويدوسون عليه بأقدامهم ولا يستطيع اياً كان محاسبتهم او مسألتهم او الوقوف امامهم فهم فوق القانون ، اما انا وانت من ابناء هذه المدينة سنعاقب ونوقف إجبارياً عن ممارسة اعمالنا و نحرم من كل مالنا من استحقاقات في ضل ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية وصعبة وبدون اي مراعاة لها وستتخذ ضدنا كل الإجراءات والعقوبات القاسية وستنصب لنا المحاكم وسوف تعلق لنا المشانق ونزج في السجون والمعتقلات على اتفه وابسط سبب ظلم وعدواناً وبغياً وافتراء هذه هي الحقيقة المره والمأساة التي نعيشها نحن ابناء هذه المدينة المنكوبة ، وليس لنا وسيط او محسوبية وليس لنا غير الله وحده سبحانه تعالى الذي نلجئ إليه ونشكو بثنا وحزننا إليه وحده وهو الكفيل وهو الوكيل وهو الحسيب وهو الرقيب.

الكل ياصديقي ممن يعملون حالياً في مؤسسات الدولة ووزارتها شعارهم مشي حالك (خليك مرن) إلا من رحم ربي فاسدين مع سبق الٱصرار والترصد وكلاً محصن بنفوذه وبحزبه وبجماعته وبوضعه السياسي والقبلي وبمنصبه وكلاً له طريقته واسلوبه في شرعنة إدارة الفساد ويوجد لها الأعذار والمبررات وإذا خالفته يعتبرك معرقل ومعيق للعمل ، ومستغلين بذلك هشاشة الدولة وانظمتها المهترئه ويعملوا على إضعافها اكثر واكثر وكل ماهو حولك ياصديقي تمثيل في تمثيل (والثلاثة) هم من يتحكمون بالموقف ويحركون خيوط اللعبة وهم المخرج والمعد والمنتج الذي عايزين كذا والبقية كمبارس هذه هي الحقيقة ، وأمامك خيارين لا ثالث لهم اما وان تعمل معهم وتنافق وتداهن وتمشي حالك وتكون مرن واما وان ترضى بما قسمه الله لك وتناضل وتحارب الفساد بقلمك وبقلبك وذلك اضعف الإيمان ومن موقعك ولو حتى كنت في البيت ،  الوجوه التي تراها حولك لو تتمعن فيها وتدقق النظر إليها ستجدها غير حقيقية وماهي إلا اقنعة زائفة يختبؤن ورائها ونحن المخدوعين بهم ، وكنت منصت مستمع له وعندما انتهى من حديثه معي ودعني وهو يؤكد علي ويقول حسك تودف وتصدقهم.

#المريسي.