آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-06:11م

المهاجرون الأفارقة إلى أين؟!

الجمعة - 08 ديسمبر 2023 - الساعة 12:00 ص

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


نشهد حروب أهلية لا تنتهي، وتضخم وغلاء معيشي، وأزمات سياسية طاحنة، واقتصاد ضعيف وعملة هشة، وفقر مدقع، ونزوح قسري وجماعي، ووضع صحي صعب، وقطعًا للمعاشات والمرتبات، وآخرها قطع المساعدات الغذائية الذي يقدمه برنامج الغذاء العالمي على نصف الشعب وغيرها الكثير من الأزمات "سابقة  ولاحقة" فتكت 
بالإنسان اليمني إلى حد الهلاك،.
وبالكاد يستطيع توفير فرصة عمل ولو بمبلغ زهيد في سبيل توفير الحد الأدنى لاحتياجات ومستلزمات من يعيل، ولكن الغريب والملاحظ في الأمر ودون سابق إنذار تزايد وتوافد وتزاحم أفواج المهاجرين الأفارقة على إلى اليمن وكأننا بموسم حج مفتوح لا سقف له ولا زمن (إن جاز لنا التعبير)، جاء ذلك على أسس عدة بالنسبة لهم في أن اليمن بلد "تتحقق فيها الأحلام والرؤى" مغلّقين موضوع أن اليمن ليست بأحسن حالًا من بلدانهم الأصلية التي وفدوا منها.

شبان وأطفال ونساء كبار وصغار نحيلي الأجساد حفاة جوعى وضمأء، لفظتهم أمواج البحر حتى وصلوا إلى الضفة الأخرى.
فشواطئ اليمن لا تتوقف أو تستريح على استقبالهم أما أحياء يرزقون وأما غربان تأكلهم الطير،  كل ذلك لايهم طالما لامسوا الأراضي اليمنية "بلد الأحلام".
الجميع لا يعلم  عن ماهيتهم وما هو هدفهم وما هو غرضهم على المجيء إلى بلد أثخنته جراحه يعاني سكانه أكثر مما تعانيه بلدانهم، فحيث ما وجهت وجهك تراهم قطعان قطعان على الطرقات والصحاري والجبال يمشون شرقًا وغربًا و شمالًا وجنوبًا كجراد منتشر ذهابًا وأيابًا يتخبطون و لا يدرون إلى أين وجهتهم وإلى أين ينتهي بهم المطاف والقدر وماهو مؤشر بوصلة رحلتهم.

الجديد بالذكر أن عاداتهم وتقاليدهم وسلوكهم وحضارتهم تختلف كليًا عنّا، فهم في الغالب حادين الطباع ولديهم نزعة عدائية وقد يفتكون بك لأبسط خلاف معهم، فالجميع خليط من أجناس وأعراق مختلفة ومكونات مجتمعية متنوعة وطبقات متعددة، وديانات وطوائف متناحرة، كيف سُمح لهم أن يسرحوا ويمرحوا ويتنقلوا وبكل أريحية بين المحافظات وبالذات العاصمة عدن التي تكتض بهم وتضيق ذرعًا بهم، تجدهم جماعات وأفراد وعصابات لا نعلم عن سلوكهم الشخصي، فمنهم خريجو سجون وسوابق أو هاربين منها وأفضلهم حالًا النشالون والمراوغون  والمخادعون، أو من له سوابق جنائية وقضائية في بلدانهم، يحملون السلاح الأبيض دومًا ولايستبعد أن يشهروه، ولايستبعد أيضًا أن يتعاطوا ويروجوا ويهربوا الممنوعات وكأن اليمن هذا الذي ينقصها وباتت صندوقًا أو مكبًا كبيرًا تجمعوا على مضماره لتصفية حساباتهم التي جلبوها من بلدانهم وماحصل من اقتتال في شهر اغسطس الماضي خير شاهد، علاوة على ذلك أنهم يحملون أمراضًا معدية أقلها الإسهالات مثل "الكوليرا" واكبرها نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".
وأما من نجى منهم من الغرق العرضي أو المتعمد "عدائي" فإنه يصل في حالة صحية يرثى لها يحتاج فيها إلى فحص طبي شامل وكامل قبل انخراطه في المجتمع المدني اليمني.

من المعلوم في كل دول العالم أن لا تدخل إليها بضائع أو زوار سياح أو أي شيء دون علم الدولة ولو قضيب من أراك إلا بشكل  "رسمي"  فيمر بالجمارك وتفرض عليه الضرائب، حتى الزوار والسياح الواصلين يدفعوا رسوم إقامة ويسجل ويصرف لهم رخصة تنقل وتحدد في كرت الزيارة... إلا في اليمن المحروسة  فزوارها الأفارقة لايحملون أدنى تعريف أو كرت صغير تعريفي حتى بجيب أحدهم  ببنطلونه الخلفي.

كانوا حالة والآن أضحوا ظاهرة منتشرة وجلية لا تخطئهم الأعين وناقوس خطر يغض مضاجع المواطنين خاصة بعد تزايدهم المضطرد اللا متناهي.
أن المقلق في الأمر تشجيع بعض المنظمات الدولية لهم بتقديم مساعدات مالية ومأوى وغذاء ليبق السؤال طالما يحدث ذلك ويُقدم لهم ذلك، لماذا لاتقدمه تلك المنظمات لهم  في بلدانهم الأصلية وما المانع في ذلك!! وتقوم بحل مشكلاتهم وتضع لها الحلول والفرضيات، لكن يبقى السؤال هل كل ذلك يحدث بتنسيق مع الجهات الحكومية؟!،
اذا كان الجواب لا.. إذن لماذا لا يتم إعادتهم ترحيلهم إلى بلدانهم "إجباريًا" وبالتعاون وإشراك  المنظمات الدولية ومكاتبها ذات الصلة؟، مع تشديد الرقابة على السواحل اليمنية من قبل خفر السواحل، أما في حال أنهم فرضوا علينا ويجب التعايش معهم في مجتمعنا اليمني وباتوا شر لابد منه لماذا لا يتم تجميعهم في معسكرات بعيدة عن مراكز المحافظات وأبقاءهم فيها ومنعهم من الخروج منها والتنقل والانتشار في كل محافظات اليمن! كمعسكر "خرز" التي أنشأ خصيصًا للصوماليين وقبله معسكر "جحين" بمحافظة أبين!.

أخيرًا الموضوع مهم جدًا للغاية والسكوت عليه خطًأ فادح لدولة تعاني ويعاني سكانها كل مرارات الألم المغطى بحروب لاتنتهي، ولذلك أطالب الحكومة على عمل اللازم والواجب منها وإصلاح الأمر من جذوره حتى لا تصبح اليمن افريقيا مصغرة أخرى فيكفينا مانحن فيه.