تفاصيل ومخرجات اجتماع القمة(العربية الإسلامية) التي عُقدت أمس في السعودية، لم تخرج من دائرة _ الإدانة والاستنكار_ للكيان، مُتجاهلين التطرق للحديث عن تصعيد سياسي أو دبلوماسي أو اقتصادي كرد يوازي التصعيد العسكري والاقتصادي الذي أقدمت عليه إسرائيل في غزة؛ مما يجعل الأمور في حالة تصعيد مُستمر، وحرب مفتوحة على كافة الأصعدة وهو ما تخطط له إسرائيل وتطمح له، وما هذه المُخرجات الهزيلة إلا مُبرر لها ليس إلا!لكن من الناحية الأخرى للقمة، وكنظرة بُعد إيجابية فالاجتماع الموحد _ بحد ذاته_ يُعدُ انتصاراً للجبهة الدينية والقومية من خلال الاختزال الجمعي لأنظمة الدول والترويج الذي رافقه، والانعكاس الذي طرأ على وعي الشعوب؛ واختيار هذا التوقيت، وانحصار القمة في الحديث عن القضية الفلسطينية له دلالات واضحة على عودة الروح القومية والإسلامية إلى الواجهة، واستئناف المُباحثات مع الكيان بصورة(مُضادة) وحوار يتمحور حول العمق الفلسطيني_ جيوسياسياً_. وهذا الأمر سُيبدد أي تقدم لمشروع التطبيع في المنطقة، وستتلاشى جميع التفاهمات المعنية بتعويم آثار السلام مع الكيان، وبالتالي سينعكسُ سلباً على الجهود المبذولة بهذا الشأن!
محمد عادل العمري
