آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-01:45ص

ليلة مرعبة عشناها مع إعصار "تيــج" إعصار من الدرجة الثالثة

الخميس - 26 أكتوبر 2023 - الساعة 07:35 م

جمال سليمان الوليدي
بقلم: جمال سليمان الوليدي
- ارشيف الكاتب


بدأت الأمطار تهطل على مدينة الغيضة الساعة 02:30 فجر يوم الإثنين 23 أكتــوبر 2023 كانت الأمطار تتراوح ما بين الخفيفة والمتوسطة واستمرت طوال اليوم كانت تتوقف لدقائق فقط ، ثم تعاود الهطول ،
استبشرنا خيراً وشعرنا أن الأوضاع مطمئنة إذا استمر الحال على ماهو عليه رغم أن الأمطار لم تتوقف لكنها كانت خفيفة ،
بعد ذلك تتبعنا ما ينقلوه خبراء الأرصاد وعلمنا أن الإعصار سوف يضرب محافظة المهرة في المساء ، وقبل حلول المساء بدأت الناس بالنزوح إلى أماكن أكثر أماناً مثل الفنادق والمدارس و أيضاً الجامعة ، أنا شخصياً لم أعطي الأمر حقه من الاهتمام وبقيت داخل منزلي لأنني متعود أن لا أغادر المنزل حتى في أصعب الظروف وحصل ذلك في الماضي عند حدوث إعصار تشابلا واعصار لبان غادرت كل الناس إلا أنا بقيت في منزلي لكنني شعرت حينها أنني أعيش في جزيرة مهجورة  ، 
المهم حل المساء وكان الظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي ، 
وفي تمام الساعة السابعة مساءً بدأت العاصفة كانت الرياح شديدة جداً تتراوح سرعهتا حوالي 180 كيلومتر في الساعة حسب تقديرات خبراء الأرصاد ، كانت ليلة مرعبة جداً لن انساها على الإطلاق ، الرياح تضرب بقوة ويصل إلى مسامعي أصوات خزانات المياه وهي تتساقط من أسطح المنازل واسمع تحطم بعض أسوار المباني وهذا بالطبع كان السور المحاذي للجامع ، رغم اشتداد الرياح كان منسوب المياه مرتفع ، رأيت ذلك عندما اقتلعت الرياح إحدى فرد نوافذ المنزل مع العلم ارتفاع النوافذ لا يتعدى المتر الواحد عن الأرض كانت أعمدة الإنارة التي تعمل على الطاقة الشمسية تنير المكان حينها لاحظت من خلال ضوء تلك الأعمدة أن منسوب المياه أرتفع وكادت المياه أن تغمر المنزل عبر النوافذ ، أستمر الإعصار من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة الثالثة فجراً وكنا ندعي الله أن يلطف بنا فنحن في هذه الحالة لا نملك إلا الدعاء ،
شعرت بندم شديد عند سماعي صوت ابنتي الصغرى وهي تبكي وتقول بانموت بانموت وتردد هذه الكلمة باستمرار ،
شعرت بندم شديد وشعرت بتأنيب الضمير لأنني لم أعطي الأمر حقه من الاهتمام ولم انزح مع باقي سكان الحافة

- مع فجر الثلاثاء توقفت الرياح وبدأ المطر يهطل بغزارة شديدة ، وكانت اسقف المنزل تسكب المياه التي أغرقت الفرشان والبطانيات وكل شيء في المنزل ومع ذلك قلنا الحمد لله أن العاصفة توقفت أما بالنسبة للمياه التي أغرقت كل شيء فإننا على استعداد للتعايش معها ..!!
لم ننام حتى صباح يوم الثلاثاء وفي الصباح توقفت الأمطار وخرجت أستطلع الأوضاع ووجدت أن السيول الداخلية بدأت تحاصر المنطقة التي اسكن فيها بالإضافة إلى المخاوف من نزول سيل وادي الجزع وهو الأضخم والاكثر خطورة ، حينها انتقلنا إلى منزل أحد الأصدقاء القريب من المنطقة التي نسكنها وكان المنزل أكثر أماناً

- رأيي الشخصي أن إعصار "تيج" هو الأقوى مقارنة مع الأعاصير السابقة مع العلم خلال الأعوام الماضية شهدنا العديد من الأعاصير منها إعصار "تشابلا" واعصار "لبان" لكنها لم تكن بهذه الخطورة ولاتوجد فيها سرعة للرياح مثل الرياح التي شهدناها مع إعصار تيج ...!!
إعصار تشابلا و إعصار لبان هطلت أمطار غزيرة على البوادي نتج عنها نزول سيل وادي الجزع المدمر الذي جرف بعض المنازل الواقعة بالقرب من مجرى السيل وحاصر بعض المنازل وتطلب ذلك إجلاء السكان عبر الطائرة المروحية ،
لكن الخطورة في إعصار "تيج" هي القوة والسرعة للرياح بالإضافة إلى كمية الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة ،
أكتب هذه الكلمات ولا أدري ماهي الأضرار التي لحقت ببعض سكان المديريات وعلى وجه الخصوص مديرية قشن و حصوين لكون هاتان المديريتان في عين العاصفة حسب تقدير خبراء الأرصاد

أحمد الله وأشكره أن الإعصار مر بسلام واشكر كل من تواصل معنا للاطمئنان على أحوالنا وهم للأمانة كثر ، 
في مقدمتهم 
شقيقي الأكبر "علي احمد سليمان" الذي زارني في بداية الإعصار 
واشكر كل من تواصل معنا هاتفياً ... وهم
- الاخ "محمد عمر شيدق" 
- الأخ الأستاذ الفنان "محمد محسن عطروش"
- الأخ "عباس محمد حيدرة العشلة"
- الأخ "عباس محمد محمد لقلم" 
- الأخ "أحمد علي أحمد السلطان" 
- الإبن "علي عبدالله علي ناصر" 
- الأخ "صلاح سالم مسود"
- الأخ "صالح الثعلب" 
- الأخ "محمد حسين عبدالله" 
كما أشكر الذين اتصلوا وكان الجوال خارج نطاق التغطية بسبب نفاد الشحن و أتاني إشعار باتصالهم
وهم ...
- الأخ  "علي محمد البدري"
- الأخ "جلال سالم علي صومل"
وكثير من الأرقام الغير محفوظة في الهاتف

كما أشكر الاخوه الذين تواصلوا معنا عبر الواتساب للاطمئنان على أحوالنا
وهم ...
- الأخ  "الخضر محمد البدري"
- الأخ "علي صالح علي"
- الأخ الدكتور "خالد حيدرة الوحيش"
- الأخ "علي عبدالله محمد ابو الحسن"
- الأخ "خالد محمد حيدرة الوحيش"
الأخ  " ياسمين المداري أبو شيخ"
الأخ "أياد علي مقسم"
- الإبن "محمد ناصر محمد سالم"

وشكر خاص للأخ العزيز والصديق الوفي "علي حسين عبدالله" الذي استقبلنا في منزله ..

أسأل الله العلي القدير أن يجنب اليمن بشكل عام والمهرة بشكل خاص شرور الأعاصير لان موقعها بالقرب من سواحل بحر العرب مركز الاعصاير ،
أنه على كل شيء قدير