آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

العرب وفلسطين بين الوهم القديم والواقع الأليم

الأربعاء - 11 أكتوبر 2023 - الساعة 10:56 ص

عبدالفتاح الصناعي
بقلم: عبدالفتاح الصناعي
- ارشيف الكاتب


 

من المؤلم أن تعود قضية فلسطين بجراحها القديمة وأحزانها الأكثر ألما وتعقيداتها المختلفة..بعد مرحلة من شبه توقف الصراعات والانقسامات التي ضربت الوطن العربي كزلزال مرعب بكل وحشية مدمرة..
عند حد معين أو حددود معينة تم تجميد هذه الصراعات بين آمال السلام ومخاطر العودة للإنزلاق نحو الفوضى الصراع ..
 سنوات مريرة ومؤلمة تجرعنا فيها كل المآسي وأصابتنا أخطر الجراحات المولغة في أعماق أروحنا ..تقسمت الأوطان ونزفت الجراح  كل يوم اكثر وقتل الأطفال والكبار والصغار وهدمت البيوت على أسر كانت آمنة  في ساعة متقدمة أو متأخرة من الليل ..وأبيدت أحياء كاملة وشرد الناس وفقدوا حياتهم وممتلكاتهم في لحظة مفاجئة.. وتأرملت النساء ويتم الأطفال ..وتقاسم المتصارعين الجغرافيا..
تعودنا على المناظر الوحشية للقتل والدمار والجوع والتشرد والنزوح والحصار..اخبار القتلى من العشرات إلى المئات يوم بعد يوم أصبح خبر اعتيادي وطبيعي لم يعد يؤثر بنا كما كان قبل..عشنا من قبل لم نسمع أخبار القتل والإسشتهاد إلا في فلسطين وبأعداد أقل بكثير ولم نرى التشرد والنزوح ومظاهر العنف  والأسر إلاهنالك ..
تربينا على انه لا عدو لنا إلا إسرائيل واليهود ولا قضية لنا إلا القدس وفلسطين..قادة العرب كانوا ابطال الخطابات الرنانة والتصريحات العنترية ومع هذا لم تكن محل ثقة المواطن العربي رغم السقف الخطاب العالي..والمسارعة إلى عقد القمم العاجلة والطارئة وإصدار البيانات المزلزلة..
اليوم أفتقدنا كل شيء..افقتدنا حتى الأوهام -التي كان وجودها خير من عدمها-من تلك المعارك الخطابية الشكلية واجتماع رؤساء الدول العربية .. فقد أصبح في بعض الدولة أكثر من سلطة وأكثر من رئيس..
سارعت دول الخليج للمجاهرة بذنب السادات القديم في تطبيع العلاقة مع إسرائيل وكسب ودها والحفاظ على المصالح الوهمية ..وكأن عبقرية سياسية قد لمعت من الخليج أخيرا  في تطبيع علاقة مع دولة اوكيان لم يقاتلوه يوما ولاتوجد بينهم حدود.. ومقمومات الخليج أكبر ..وخياراته للتحالف السياسي مع دول أخرى أعظم وأفضل من كل النواحي..
أين تلك القصائد التي ألقيت في تونس أو الجزائر حين تم نقل الجامعة العربية من مصر إلى هنالك بسبب خيانة السادات باتفاق كامبديفد..السادات الذي سالم بعد حرب وصالح بعد نصر وانتزاع الأرض ورمم جراج النكسة.. واتفاق سياسي لعودة أراضي..والجوار المصري الإسرائيلي والظغوطات الدولية التي لايمكن تجنب كل ذلك..؟! 
فماهي مبررات المطبعين اليوم وماهو ثمنه؟!
وكيف بإمكاننا حل قضية فلسطين وأوطاننا ممزقة والأحقاد والعداوة مع بعضنا على أعلى مستوى؟ !

أغلبنا مثل الفلسطينيين واسوئ نعيش على إغاثات المنظمات للأمم المتحدة والغرب..والتشرد واللجوء..والحصار والقيود المفروضة ..وتزداد كل يوم حجم المظالم المجتمعية بيننا فكلا يتوحش ضد الآخر..ويكثر ومروجي الفتن ومشعلين الصراعات ..ويتم تغييب وتهميش كل من يتجرأ على قول رأي بمسؤولية وأمانة..
متى كان مجتمع يعاني من كل الأمراض والأسقام والمظالم البينية.. أن يناصر أي قضية عادلة لأي شعب كان؟!

البيت العربي يتهاوى- وبالأصح تهاوى وسقط- من الداخل بطريقة لم تكن من قبل..فأن يراجع نفسه أفضل من أن يظل يبحث عن شماعة يعلق عليها أخطائه..أو الذهاب بكل يأس لمعالجة الأخطاء بأخطاء أكبر..واستبدال الوهم القديم بوهم جديد.


عبدالفتاح الصناعي