آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-04:10ص

أحمد حسن عقربي.. عملاق الصحافة اليمنية الذي مات مقهورا

السبت - 30 سبتمبر 2023 - الساعة 09:04 م

عارف الضرغام
بقلم: عارف الضرغام
- ارشيف الكاتب


ترجل يوم أمس عن معشوقته الصحافة بعد معاناة من مرض عضال ألم به، وكانت معاناته أكبر وأعظم من رفاق المهنة ومن قادة البلاد والعباد الذين وزعوا المناصب والمراتب والهبات الشهرية وغير الشهرية، ووعده البعض منهم بإعطائه منصباً يليق به في إحدى الهيئات الصحفية في نقابة الصحفيين الفلانية أو العلانية، ولكنهم أخلفوا، وتركوه يعاني شظف العيش ومرارة الرفقة، وهو الصحفي العملاق المتعدد المواهب والخبرات الذي لا يشبهه أحد في هذا الزمان، بينما هم ضموا أشخاصاً أتوا بهم كصحفيين وناشطين وهم لا يفقهون ألف باء الصحافة، وصرفوا لهم المرتبات العربية والهبات والمكافآت والمناصب وهم لا يسوون ضفراً في أصبعه.

تلك هي المناطقية التي كنا نأمل أن نتخلص منها، فإذا هي تبدو شاخصةً، تطل بوجهها القبيح في أوضح صورة لها.

ها هو العقربي الهمام يترجل عن معشوقته التي أفنى عمره في العمل بها دون أن يلقي إليه أحد منهم بألا ً، تجاهلوه وتركوه يعاني ألم الظلم والقهر والخذلان، وبعد أن توارى جسده الطاهر عن الأنظار وتوسد بطن الثرى، انهالت عليه عشرات بل مئات التعازي والمواساة، وممن؟! ممن وجهوا إلى قلبه سهام الإعراض والتجاهل والتناسي والنكران، وهو قامة سامقة لم ولن يستطيع أحدهم أن يصل حتى إلى نصف مستواها.

فما الذي جعلهم يضعونه في خانة التجاهل والتناسي والنكران، وما الذي سيضرهم لو كانوا جعلوه في إحدى الهيئات التي ضمت في أروقتها الكثير ممن ليس لهم ناقة ولا جمل في العمل الصحفي.

دعوا دموعكم  في محاجرها أيها السادة.. فالقامة الصحفية السامقة أحمد محمد حسن عقربي ليس له حاجة فيها وهو في العالم الآخر، كان فقط في حاجة إلى أن يوضع في مقامه الصحيح الذي يليق به حينما كان على ظهر البسيطة، كأن يعين في إحدى الهيئات النقابية الصحفية كمستشار على أقل تقدير، وذلك كتكريم شرفي ومعنوي له يكون مسك ختام له في رحلة إعلامية طويلة أدى فيها دوره الإعلامي على أكمل وجه.

نم قرير العين هانيها أيها الصحفي العقربي العملاق.. فهم الذين خسروك وخسروا خبراتك الصحفية المتراكمة ومواهبك المتعددة.

وقبل أن أنسى - قراءنا الكرام - فإن الفقيد الأستاذ الصحفي أحمد محمد حسن العقربي، إضافة إلى كونه صحفياً بارعاً، ونائب مدير سابق لوكالة أنباء عدن، زاملناه مؤخراً في العمل الصحفي، وتتلمذنا على يديه، واكتسبنا الكثير من الخبرات برفقته، كان أيضاً يتميز بالتواضع، ودماثة الأخلاق، والسلوك القويم، والابتسامة المشرقة، وهو من أبناء مدينة بئر أحمد بمديرية البريقة، وهرم من قائمة طويلة من أهرامها.

قبل الختام.. الحديث عن الأستاذ الصحفي المخضرم أحمد حسن عقربي سيطول كثيراً إذا تطرقنا إلى تفاصيل حياته العملية والمهنية باعتباره موسوعة إعلامية وثقافية وتاريخية يختزن كماً هائلاً من المعلومات والمعارف لحقب تاريخية مضت.

وختاماً.. أدعو الأستاذ أحمد حامد لملس وزير الدولة محافظ محافظة عدن، والأستاذ معمر الإرياني وزير الإعلام، والشيخ مهدي سالم صالح العقربي شيخ مدينة بئر أحمد إلى تكريم الفقيد التكريم اللائق، حتى وإن جاء التكريم متأخراً.. ولعلنا نكون قد قدمنا بعض الوفاء لمن هم أحق بهذا الوفاء..
سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم غفرانه ويسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.