آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-10:32م

العميد محمد الصيني.. لقد كان حجم فراقك قاسياً

السبت - 30 سبتمبر 2023 - الساعة 06:56 م

معين اللولي
بقلم: معين اللولي
- ارشيف الكاتب


إنّ معاجم الرّثاء في جميع لغات العالم عقيمة عن ولادة الحروف التي تكفي لحجم حضورك في قلبي على الرّغم من فقدانك، رحم الله مَلامح حُضورك التي لا تُكرّر.
كيف يُمكن لبضع حروف غارقة في الدّموع أن تُعبّر عن براكين القلب التي تشتعل مع كلّ ثانية بعد فقدانك، رحم الله روحك يا شريك القلب، ويا شريان الرّوح الأخير.
لقد كان حجم فراقك قاسيًا على قلبي، فابيّض الشّعر وزادت سنوات العُمر، وقلَّت احتمالات البهجة، ربَّما أنتَ الحياة ولا حياة دونك، في جنان الخلد إن شاء الله تعالى.
لربّما كانت حروف عابرة إلَّا أنّها تخرج من آخر أعماق القلب، هي ليست حروف وإنّما رسائل استغاثة، تطلب المدد من الله تعالى بالمزيد من القوّة لتجاوز ألم الفراق.

لقد كان وجع الفِراق أصعب من أن تُحيط به الكَلمات والحُروف، لقد كان وجعًا قادرًا على كَبت جِماح القَلب والرّوح عن الحَركة، وقادر على تقييد الشّغف لكلّ شيء.
رحم الله تلك الرّوح التي تركت فينا أعظم ذكريات، رحم الله تلك الليالي والأيّام التي كُنَّا فيها على خير حال، فلا وجع ولا فراق، عوّض الله قلوبنا خيرًا وألهمنا الأجر.
لقد كان ألم الفراق أشبه بابتلاع سكّين، فلا هو يمضي إلى الأسفل ولا هو يخرج إلى الأعلى، لقد كان قصّة العُمر التي لا يُمكن لسنوات الأرض كلّها أن تُنسينا إيّاها.
إنّ منطق الحزن الأليم هو اته منذ سنوات، هو ذكرى لا يُمكن للذاكرة أن تُفرّط بها ولو طالت السنين، هو تلك اللحظات التي حفرت نقوشها في الرّوح بقلم من نار وأسيد.
رحمة الله تغشاك أيها العميد القائد محمد علي عبدالله الصيني وعزاءنا لاولادك وإخوانك وجميع أهلك ومحبيك إنا لله وإنا إليه راجعون ولانامت أعين الجبناء