آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-11:33ص

جامعة عدن أنموذج للصمود في زمن الحرب

الإثنين - 25 سبتمبر 2023 - الساعة 05:49 م

مدين مقباس
بقلم: مدين مقباس
- ارشيف الكاتب


ينظر اليمنيون بتفاؤل إلى بوادر السلام والحراك الدبلوماسي الإقليمي والتوجه الدولي الرامي لإنجاح الجهود الدبلوماسية والمساعي الإقليمية والأممية من أجل وقف الحرب والوصول إلى تسوية واتفاق سلام دائم في اليمن، وتأتي هذه النظرة التفاؤلية لجدية الجهود الحالية لإحلال السلام وطي صفحة الحرب التي دمرت بلدهم وخربت معظم المؤسسات الخدمية والتنموية والاقتصادية فيه، باستثناء عدد قليل استطاعت الصمود والتحدي وقهر ظروف الحرب وتداعياتها، والحفاظ على استمرار تقديم خدماتها للمجتمع ومنها: جامعة عدن.

ففي الوقت الذي تعثرت فيه أنشطة بعض المؤسسات الخدمية والتنموية والاقتصادية والتعليمية في عدن والمحافظات المحررة خلال الثمان السنوات الماضية من الحرب بسبب اقحام أنشطتها في الصراع والتجاذبات السياسية، إلا إن جامعة عدن استطاعت التغلب على تداعيات الحرب وصمدت أمام الظروف بكل شموخ لتأدية رسالتها لخدمة المجتمع، ولم يتوقف صمودها عند استمرار عملها، بل نجحت بفضل الله ثم بجهود كل الأكاديميين المتميزين فيها برئاسة الدكتور الخضر ناصر لصور في ترجمة حرصها على مواكبة التطور العلمي واتخاذ خطوات ملموسة وهادفة لتحديث برامجها التعليمية والاكاديمية وتجويد مناهجها ومنتجها العلمي ، حيث حرصت خلال الفترة الماضية على استقبال  كل عام دراسي بنجاح جديد في إطار تحديث برامجها التعليمية وإدخال برامج حديثة كإنشاء كليات أو استحداث أقسام جديدة في عدد من كلياتها، كما نراها تستقبل العام الدراسي الحالي 2023م -2024م  بافتتاح قسم خاص بالأمن السيبراني  بكلية علوم الحاسوب، وسبق لها قبل عامين إنشاء كلية الإعلام وافتتاح مرافق تعليمية ومختبرات طبية حديثة وانشاء إدارة السجل الالكتروني...الخ  ومن الطبيعي أن يرافق أي نجاح بعض القصور، كما هو معروف فإن "من يعمل سيخطئ ومن لا يعمل لن يُخطئ" حيث لا يمكن الوصول إلى النجاح دون حدوث قصور أو سلبيات، والأهم أن رئاسة الجامعة تعمل على تلافيها وتصحيحها انطلاقاً من رفضها القبول بأي قصور حتى وأن كان نتيجة لتداعيات الحرب والأزمة التي تعيشها البلد، التي انعكست سلبًا على واقع كثير من المؤسسات، لهذا نرى وضع جامعة عدن في مستوى أفضل ويختلف كثيراً مقارنة ببقية المؤسسات الحكومية، وهذا يعود إلى حكمة رئاسة الجامعة ممثلة بالدكتور الخضر لصور وتعامله الصادق والحكيم مع القضايا والمشكلات التي تواجه الجامعة وأساتذتها، بالإضافة إلى العلاقة الإيجابية وروح الفريق الواحد لعمل رئاسة وأساتذة وأعضاء مجلس الجامعة.

مهما طال وأمتد زمن الحروب لا بد أن نرى نهاية لها، وفي بلدنا ستضع الحرب أوزارها وستخرس فوهات المدافع، ويحل السلام بإذن الله، وما يخفف الشعور بالوجع والألم عندما ننظر للدمار ونتذكر الضحايا والمآسي التي خلفتها الحرب في عدن والجنوب عامة، هو ما حققه شعب الجنوب على الأرض والواقع في سياق الأهداف الوطنية النبيلة التي يناضل من أجلها، وفي الوقت ذاته نتذكر بحرقة المعاناة الإنسانية التي عشناها بسبب إنهيار وتعثر بعض المؤسسات الخدمية، بالمقابل سنثني على البعض الآخر التي صمدت بفضل الله تعالى ثم باعتدال وحكمة القائمين عليها، كرئاسة جامعة عدن ممثلة برئيسها الدكتور الخضر لصور الذي استطاع أن يجعل من جامعة عدن أنموذجًا رائعاً للصمود وصناعة النجاح في زمن الحرب.