آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:06م

الدولة القوية والقبيلة لا تجتمعان!

الجمعة - 08 سبتمبر 2023 - الساعة 03:38 م

صالح الداعري
بقلم: صالح الداعري
- ارشيف الكاتب


كنا نسمع من المشائخ وابواقهم الاعلامية عن القبلية كلام جيد وان لها صفات حميدة منها الحفاظ  على تماسك المجتمع في حال غياب الدولة وانها تنسجم مع سمات العصر ولا تتعارض مع تعاليم الاسلام و الدستور.

ولكن ما لمسناه من القبلية ِسوى  تقسيم المجتمع إلى طبقات ودرجات،تقوم ع التعصب والقتل والثارات وايواء القتلة والمخربين،وقطع الطرقات واختطفات  الاجانب وقطع خطوط الكهرباء وتفجير انابيب النفط،والحروب العبثية فيما بينها.
كما ترتكز ع مبدى حكم القوي ع الضعيف،اضافة إلى التباهي بالاصول والبطولات،و ازدراء من هو دون القبيلة وبالذات شاغلي الوظائف الدنيا.

حيث تنعكس السلبيات المذكورة سلبا ع كل مناحي الحياة اقتصاديا وامنيا واجتماعيا وثقافيا.فضلا عن تماسك البلد ونسيجه الاجتماعي.


وليس هناك من هو أصدق قولا من الله،وما جاء ع لسان نبيه الاكرم محمد (ص)  بقوله: (دعوها فانها منتنة).

وحذر منها الكثير من  العلماء والساسة والمفكرين،منهم عالم الاجتماع ابن خلدون بقوله:إذا قوت القبيلة ضعفت الدولة والعكس.
ما يؤكد أن الدولة القوية والقبيلة لا تجتمعأن.


ومن بين القيادات المعاصرة التي اكتوت بنار المناطقية والقبلية و حذرت منها المناظل البطل الشهيد علي احمد ناصر عنتر،والذي كانت خطاباته لا تخلو من تذكير الناس بالممارسات القبلية والمناطقية البغيضة.

أن كان للقبيلي قبيلة تحميه،فمن يحمي المسكين والدخيل ع البلد؟
ونرى بام اعيننا اناس تُقتل وهي  وتستحق القتل فتقوم الدنيا ولا تقعد.
واناسا يُقتلون ظلما وعدوانا ولن يجدوا من يخرجهم من ثلاجات الموتى ليواروا الثراء.

ومن المبكي المضحك أن أحد مخربي اعمدة محطة كهرباء مارب ،قام برمي خبطة حديد ع أحد الاسلاك،فسقط السلك ع المخرب فلقي حتفه..وحين علمت القبيلة بمصرعه حشدت ابناءها وحملت الدولة المسؤولية،طالبة من منها تعويض اسرة المخرب وقبيلته بمبلغ خيالي. والا ستكون لها خيارات تؤلم الحكومة.فكان للقبيلة ما ارادت.مع أن مصرع المخرب كان مستحق وبحكم الهي.

من بعض الكلام المتعالي والمفاهيم الخاطئة منها:
أعرف مع من تتكلم.
أعرف قدرك.
تعرف من معك؟ الخ
أنا واخي ع ابن عمي،وانا وبن عمي ع الغريب.

تتوقف الحروب الاهلية،ولكن الحروب القبلية تظل مشتعلة،تحصد اروح الالاف من ابناء البلد،بحجج واهية،كما تظل الثارات تنهش ارواح اولادنا واحفادنا جيلا بعد جيل.

لا يكاد يوما يمر إلا ونسمع عن قتل هنا او هناك بدوافع قبلية،حتى وصل الأمر بهم إلى العاصمة عدن مدينة السلام وبعض المدن التي كانت تمر عليها سنين دون ان يسمع الناس طلقة واحدة.

من يتوقع يوما يسمع عن شيخ التواهي وشيخ كريتر وشيخ دار سعد،وشيخ المعلاء وشيخ البريقة الخ.

صحيح أن الصراع القبلي مشتعل،لكن البيئة لم تزل صالحة لعودة المشائج بوتيرة الماضي،ويظلون كالشجرة المزروعة بارض غير صالحة لزراعتها،حتى وان بدت حيه،لكنها كالشجرة الصناعية لا تمو..

قد لا يطيب الكلام لبعض مشائخ ٢٨٠٠ وكل المستقوين بقبائلهم والمستفيدون من هذا الارث القديم...
لكنه لا عزة ولا كرامة لأي شعب إلا بمواطنة متساوية،دون تميز بسبب المنطقة أو البشرة أو الأصل أو العمل.

 

صالح الداعري