آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

عيني لغير جمالكم لا تنظر...!

الأربعاء - 23 أغسطس 2023 - الساعة 06:01 م

محمد العولقي
بقلم: محمد العولقي
- ارشيف الكاتب


أجدني دائما مندفعا و متفاعلا مع كل جديد رياضي يصلني من نادي دوعن.

بالمختصر المفيد: في دوعن المدينة الحالمة التي تنام على مدارات النجوم و مسارات الأفلاك، ثمة إحساس مختلف لجمال الرياضة فيها،إحساس يثور داخل صدري يجعل رأيي في الأحباء هناك متطرفا،و لا عجب في ذلك مادامت عيني لا ترى في الوجود سوى جمالهم الكروي الفتان.

و في كل مناسبة أسجل انبهاري بتلك العقليات التي تنتج حلولا استثنائية في زمن القحط، تستقطب من خلالها رأس المال التجاري إلى مناشطها الرياضية.

الإدارة الرياضية ليست نهجا عقيما ينام على كلاسيكيات تليدة ماتت في زمن الهواية و شبعت موتا،لكنها مسارا تكامليا تفاعليا جديدا يفتح آفاق جديدة مع رأس المال الخاص، للنفاد من خرم إبرة الواقع المرير نحو فضاءات الأمل الواسعة.

أسعد دائما برسائل زميلي العزيز  يوسف باسنبل و هو يمدني بين الحين و الآخر بكل جديد يتعلق بدوري (بي إم سي) المحضار في نسخته الثانية،و في كل مرة أقرأ بين سطوره فكرة جديدة، و إثارة كروية قادمة تحبس الأنفاس.

و إذا كانت إدارة نادي دوعن قد كسرت الشك باليقين من خلال انفتاحها على القطاع الخاص، و إقبالها على دحر العجز المالي بلياقة عالية، فتلك بادرة احترافية يمكن البناء عليها، و تجربة رائدة لا يجب أن تبقى استثناء جميلا، طالما و هناك شركات يهمها أن تصل إلى ملاعب كرة القدم عن طريق الأندية.

ظن بعض الغيورين على مصلحة نادي دوعن أن ثلج الجمود قد غطى على مناشط النادي الرياضية،لكن الحقيقة أن الإدارة كانت تبحث عن شريك تجاري يمنح مناشطها قبلة الحياة، و يضخ في شريانها المزيد من الدماء الحارة.

و عندما تصدت شركة (بي إم سي) لرعاية دوريها في نسخته الثانية، فإن الأصل في تكرار هذه التجربة إيمان عميق بأن الملاعب الرياضية الوسيلة الأسرع و الأنجع للترويج لنشاط الشركة.

و نسخة هذا العام تختلف بعض الشيء عن نسخة بداية الغيث عام 2021، ليس لأنها تستقطب أسرابا من الفرق المشاركة بلغ عددها 18 فريقا بالتمام و الكمال فحسب، و لكن لأنها نسخة خضعت للتمحيص و التدقيق و لدراسات عميقة و تجهيزات حديثة ستجعل من البطولة نقطة وثوب نحو شراكة فاعلة بين نادي دوعن و القطاع الخاص ممثلا بشركة المحضار (بي إم سي).

من العطيات الأولية و المؤشرات المبدئية يبدو أن أبناء دوعن قادمون على بطولة كروية تليق بالشغف الجماهيري، كيف لا و ما يحدث أمامنا من بروفات عمل يؤكد أن الجو في دوعن بديع و الدنيا ربيع و المواضيع توشك على الإغلاق.

من يعرف عشق أبناء دوعن لكرة القدم سيصل إلى نتيجة واحدة مفادها:

ليس غريبا أن يجمع محبو النادي مجد النجاح من مختلف أطرافه،بل الغريب حقا ألا يحدث هذا مع أناس يعشقون التميز و التفرد بنفس درجة عشقهم لعسلهم الذي طاف بقاع العالم، و بقيت نكهته الأصل و الفصل.

و يا أيها الأحبة في دوعن، لقد استقبلت خبر الانتهاء من تجهيزات دوري (بي إم سي) بحميمية شديدة الشبه بتقبيل أشعة الشمس جبين رابية خضراء في الوادي.

من فضلكم أحبتي في دوعن اكثروا من هكذا فعاليات و شراكة رياضية مع القطاع الخاص،فمثل هذه المبادرات تلهب المشاعر شتاء، و تثلج الجوانح صيفا،أما محبكم بقرون الاستشعار عن بعد فسيظل على عهده لا يرى بعينيه سوى جمالكم.