آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-04:10ص

سلطان العرادة.. صانع التغيير والتحديث بالإرادة

الأحد - 20 أغسطس 2023 - الساعة 08:18 م

عارف الضرغام
بقلم: عارف الضرغام
- ارشيف الكاتب


لم تكن مأرب سوى مدينة صغيرة ليس فيها سوى شارع عام ضيق يعيش المواطنون فيه الناس أزمة مرور، ومبانيها أكل الدهر عليها وشرب، ولم تكن طاقتها الكهربائية تتجاوز 5 ميجاوات، في الوقت الذي كانت تصدر منها الكهرباء إلى كافة أنحاء الجمهورية اليمنية.. ولم يكن فيها سوى كلية واحدة تابعة لجامعة صنعاء هي كلية العلوم والتربية أنشئت بتوجيه من الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح في خطاب انتخابي، وكان كل مدرسيها مندوبين من جامعة صنعاء وغير مقيمين فيها، ورغم ذلك لم تسلم من المضايقة ووضع العراقيل في طريقها وبث الشقاق فيها لإيقافها.. ثم جاءت حرب المليشيات الانقلابية الحوثية لتزيد الطين بلة، لتكتوي هذه المحافظة الأبية بآثارها السلبية.. وأصبحت محافظة مأرب قبلة للنازحين والمشردين والمهجرين والهاربين من كل محافظات الجمهورية، واستوعبت بين أحضانها ما يزيد على 3 ملايين نازح من خيرة أبناء اليمن، وفتح أبناء مأرب لهم بيوتهم وقبل ذلك فتحوا لهم قلوبهم.

وكان قرار الرئيس السابق عبدربه منصور هادي بتعيين الشيخ سلطان العرادة محافظاً لمحافظة مأرب عام 2012م عظيم الأثر في إحداث نهضة كبيرة تنموية وعمرانية، في ظل نشوب حرب ظالمة قادتها مليشيات الانقلاب الحوثية، صمد فيها أبناء مأرب، وأبوا أن تكون محافظة مأرب لقمة سائغة للمليشيات الانقلابية الحوثية، وشكلت جبهة مقاومة من شتى ألوان الطيف اليمني أرغمت تلك المليشيات على التقهقر وشكلت سداً منيعاً أمام الهجمات الحوثية المدعومة إيرانياً، ضاربةً بذلك أروع البطولات التي سطرها التاريخ الحديث لليمن، وقدمت بذلك العديد من التضحيات من شهداء وجرحى أبوا أن تكون محافظة مأرب إحدى مقاطعات إيران ومرتعاً لمليشياتها الحوثية في اليمن، وكانت رمزاً للصمود والتصدي لكل ما يحاك لها من مؤامرات تستهدفها وتستهدف أمنها واستقرارها.

وفي الجانب الآخر حمل اللواء سلطان العرادة محافظ محافظة مأرب ومعه كل شيوخ ورجال المحافظة وكل الغيورين على اليمن من كل محافظات الجمهورية، حملوا لواء التنمية والتحديث.. وشهدت محافظة مأرب في عهده نهضة كبيرة عمرانية وتنموية وخدمية شملت كل جوانب البناء والتحديث.. وأصبحت مأرب اليوم غير مأرب الأمس.. ولم يكن ذلك التغيير قد حدث بين ليلة وضحاها، ولكن جاء بفعل إرادة التغيير والتحديث التي اجترحها هذا المحافظ الهمام، وعانى أشد المعاناة من أجل أن تكون محافظة مأرب بهذه الحلة البهية وبهذا التطور الملموس الذي شمل كل مناحي الحياة، سواءً في مجال التعليم أو في مجال الصحة أو في مجال الأشغال العامة والطرقات، أو في مجال النظافة والتحسين، أو في مجال الكهرباء التي زادت قدرتها التوليدية من 5 ميجاوات إلى 176 ميجاوات.. وتكاد مدينة مأرب لا تعرف شيئاً اسمه الانطفاء إلا فيما ندر ولدقائق قليلة.

مأرب التي كانت قبل الحرب ليس فيها سوى كلية واحدة تابعة لجامعة صنعاء، أصبح فيها الآن جامعة إقليم سبأ التي تضم بين أروقتها 7 كليات منها كلية الطب، ويأتيها الطلاب من كل محافظات الجمهورية للدراسة فيها لما فيها من معايير علمية عالمية وأساتذة متخصصين.

عرش بلقيس ظل صامداً، شاهداً على كل مجريات التغيير والتحديث الذي شهدته وتشهده محافظة مأرب، باعتباره رمزاً لليمن وتاريخه التليد الضارب في القدم، وما سطره القرآن الكريم لنا في سورة النمل من قصة روى فيها عن مملكة سبأ وملكتها (بلقيس) وعن الشورى التي كانت منهجاً للحكم عند اليمنيين، إلا تاريخاً نستلهم منه أصالة اليمن في الحكم في سالف الأزمان في اتباع المنهج الشوروي، وإعطاء المرأة حقها في الحياة والمشاركة في الحكم.

ولأن اللواء سلطان العرادة هو أحد أحفاد هذه الملكة، فقد سلك ذات السلوك، وأعطى المرأة في مأرب مساحة واسعة في الحقوق والمشاركة المجتمعية والتمكين، باعتبارها مصنعاً للرجال، وقدمت كل ما يمكنها تقديمه لهذه المحافظة الأبية.

فليكف كل من في قلبه ضغينة وكراهية وغل عن إطلاق الشائعات على هذه المحافظة الأبية، وتصنيفها تصنيفاً جهوياً أو مذهبياً أو عقائدياً، لأن الواقع المعاش في هذه المحافظة يكذب هذه الشائعات ويضع حداً للحرب الإعلامية التي تستهدفها.. فلقد وجدنا الأمن والاستقرار سائداً فيها، ووجدنا كثيراً من الوكلاء والمدراء والموظفين في أجهزة الدولة ومؤسساتها من أبناء محافظات شمالية وجنوبية دون تمييز، ولم نسمع أن هناك اعتراضاً من أبنائها على تلك التعيينات في المناصب القيادية، بل تقبلوا ذلك بصدور رحبة، مادام ذلك يصب في مصلحة المحافظة وأبنائها.

ختاماً.. نقول إن محافظة مأرب تمضي بقيادة محافظها الهمام وبإرادته الصلبة قدماً نحو التغيير والتحديث، وستكون نموذجاً للحكم المحلي يقتدى به في كل محافظات اليمن.