آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

عندما يقف الشيخ في صف المظلومين ويدعم قيم الدولة والعدالة .. الشيخ فضل الخامري أنموذجاً

السبت - 19 أغسطس 2023 - الساعة 12:32 ص

الفت الدبعي
بقلم: الفت الدبعي
- ارشيف الكاتب


منذ ايام وانا اتابع اجراءات الانتصاف لامرأة قتلتها اسرتها ودفنتها ظلما وعدوانا تحت دعاوي جاهلية من دعاوي الشرف التي يصدق فيها قول الله تعالى (واذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت).

كانت جريمة صادمة للضمير الانساني في تعز في ظل وجود اعراف بالية ما زالت موجودة للاسف في بعض مناطقنا ويحرض على تنفيذها بحق النساء، وكانت القضية بحاجة الى ضمير يقض يواجه هذا الظلم والقهر الاجتماعي الذي تم ممارسته، وهو الذي تصدى له الشيخ فضل الخامري الذي كان يعرف أن المراة ماتت مقتولة وليس كما أشيع وكتبه في تقرير عدل القرية بأنها ماتت منتحرة بالسم، فما كان منه الا أن توجه وبشجاعة الى ادارة امن المواسط وقدم بلاغ بصفته الشخصية كمواطن محتسب قبل أن يكون شيخا ذو وجاهة اجتماعية، وهو الموقف الذي يحسب له كشيخ يحمي الضعفاء والمظلومين وليس كما يفعل الكثير من مشايخنا اليوم الذين لا يتقنون سوى حماية القتلة والمنتهكين.

لمثل الشيخ فضل الخامري ترفع التحايا، لدعمه لقيم العدالة ودعم الدولة والانتصار للضعفاء وعبر رفضه عادات الجاهلية الاولى ورفضه السكوت عن الظلم الذي كان سيحدث بعد أن توجه ابناء المنطقة واتفقوا على دفن الحقيقة، ولولا بلاغ الشيخ فضل الخامري وضميره اليقظ وانحيازه لقيم العدالة بعيدا عن قيم الجاهلية لما كشفت حقيقة مقتل المرأة ولما تم القبض على المتهمين وايصالهم الى السجن ولما تحول بعد ذلك موقف جميع اهالي المنطقة وايمانهم بأهمية الاعتراف بالحقيقة ومعاقبة المتسبب الرئيسي في قتل المرأة لانه اصلا بلا شرف ولاضمير .

ولا يسعنا في هذا المقام الا ان نتقدم بالشكر الجزيل لمدير امن العين لاستجابته السريعة تجاه التعاطي مع القضية الفندم فهد العليمي وكافة رجال الامن الذين تعاونوا واستطاعوا القبض على الجناة والتحقيق معهم والذين اعترفوا بالجريمة بعد ساعات من القبض عليهم.

وفي الأخير كلمة شكر للمحرك الرئيسي لهذه القضية الاخ وحيد الفودعي والذي لم يهدأ له جفن حتى اظهار الحقيقة، والحرص على عدم تحويل مسار القضية بدفنها وافلات الجناة من العقاب وفقا للقانون، والشكر أيضا لأمناء الأحزاب والسلطة المحلية في تعز لمتابعتهم واهتمامهم بالقضية، كما هو موصول أيضا لكل من قدم شهادة حق من اهالي القرية ولم يقبل أن يكون ممن كتم شهادة فاصبح من الخاسرين .