آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:54ص

التطرف خدمة مجانية للاعداء

الجمعة - 18 أغسطس 2023 - الساعة 12:04 ص

صالح الداعري
بقلم: صالح الداعري
- ارشيف الكاتب


 

أكثر ما عاناه الجنوبيون ويعانوه  منذ الاستقلال وحتى اليوم،هو التطرف،لنظرية أو لدين أو لشخص أو لحزب.حيث يتبع الطرف المسيطر ع السلطة نظام سياسي معين،قائم ع الاقصاء والتخوين والتكفير بكل من يعارض سياسته.

الأمر الذي ينعكس سلبا ع وضع البلد داخليا وخاريجيا،و يدخل البلد في صراعات عبثية،تتسبب في اعاقة مسيرة البناء والتنمية.

واذا ما عدنا إلى الخلف،وتحديدا إلى مابعد الاستقلال، حين انفردت الجبهة القومية بالسلطة، واقصت وخونت مناظلي جبهة التحرير وكل من عارضها.

وما تلاها من صراعات وصولا إلى انتهاج طريق التوجه الاشتراكي الذي يتعارض مع الدين ويزعج دول الجوار  وحلفائهم من دول الغرب.

لندخل في حروب سياسية و اقتصادية مع دول الجوار والاقليم.
علاوة ع انتهاج الاشتراكية   سياسة اقتصادية خاطئة تحاه القطاع الخاص.

وقبيل اعلان الوحدة كانت قد بدءت الكثير من  الانظمة الاشتراكية تتهاوى تباعا،حينها ادركت قيادة الحزب الاشتراكي خطأها الفادح ،فهرولت مسرعة بالسعي لتحقيق وحدة اندماجية مع الشمال دون الرجوع إلى الشعب.مرتكبتة خطأ أكثر قداحة.

ولكن هذه المرة ليس كسابقاتها حيث صار الحزب هو ضحية تطرف ديني وقبلي يقف خلفه نظام صنعاء.فتعرضت قيادات الحزب واعضاءه للتكفير  و الاغتيالات،وصولا إلى حرب اقتلعت الحزب من جذوره.ليدخل الجنوب برمته.مرحلة استعمار من طراز جديد.

وبنهاية اجتياح الجنوب بدأت تظهر  للعلن حركات وتنظيمات اسلامية متطرفة كالحكمة والاحسان وغيرها ،ولكن كان السحر قد انقلب ع الساحر،وصار تكفيري الامس كافر اليوم..

ولا زال ذلكم الفكر المتطرف يشهد نمو وانتشار متسارع.ع حساب حرية المجتمع وتقدم البلد وازدهاره.الامر الذي يضاعف من معاناة المجتمع،ويدخله في خلافات لا تعود ع البلد الابالمزيد من الفتن.

إما بعد ربيع  ٢٠١١م ضهرت جماعة كانت تحت الرماد أكثر تطرفا ،سيطرت ع شمال اليمن باكمله تقريبا وكادت أن تفرض سيطرتها ع الجنوب لولا دعم الاشقاء والصمود الاسطوري لابناء الجنوب. تدعي  العصمة والحق الالاهي في الحكم.

ولازلنا نعيش هذه التناقضات والصراعات،التي أن لم يتم وضع حدا لها،سنظل اضحوكة الامم،ولن تقم لنا قائمة،الا بنبذ التطرف،واحترام حق الجميع في ممارسة شعائرهم الدينية والانتماءات السياسية وحرية الراي والاختيار.

لازال الضخ الاعلامي التحريضي  المقرؤ والمسموع والمرئي،ومن ع المنابر،ع اشده. نسمع عنه كل ساعة وحين، داعشي، رافضي، علماني، ناصبي، مرتزق، عميل ،مجوسي، الخ.ما يجعل البلد عرضه لتطرف أكثر قتامة وتناحر.ان لم تتدخل العقول.وتراجع حساباتها..


الخلاصة:
نريد سياسة حكيمة معتدلة تراعي مصلحة الوطن وتقدمه في كل سياساتها الداخلية والخارجية.


صالح الداعري