"حارب معي أخطائي ولاتحاربني من أجلها"
للأسف أن اتخاذ الأخطاء ذريعة للنقد والحرب ضد أي شخص أو طرف سياسي هو المنطق الخاطئ الذي يستخدمه الناس غالباً..
أيضاً بنفس هذا المنطق بطريقة أخرى.. تزيين الأخطاء لأصحابها والدفاع عنها وإشعارهم بالمظلومية وأنهم أصحاب الحق المطلق .فحين يكون ارتكاب الأخطاء طبيعة إنسانية فإن الدفاع عنها عمل شيطاني.
وبالتالي فهذه نفس الطريقة الشيطانية الأولى فكلاهما تؤديا نفس المحاولة والثمرة في إيقاع الآخر بالتقوقع والتخندق بالأخطاء والدفاع عنها ..سوء كانوا أشخاص أو أطراف.
في حياتي الشخصية كنت ولازلت أكره نوعين من الناس المبالغين في نصحهم وتعاطفهم والمبالغين في ملاحظاتهم وانتقاداتهم ..عززت تجاربي الصعبة بالحياة يقيني بهذه الفكرة وسرت اكثر تمسكا بها..
ما الذي يدفعك على تعاطفك أو معاداتك لي !!؟
لوكنت صادقاً فلن تملي عليا نصائحك فلربما تجاوزت ماهو أبعد منها .
وما الذي يدفعك لمعاداتي ؟؟ولربما أن اكثر ماكونته عني في رأسك ..فإن نصفها نُقلت إليك كذباً والأخرى فهمتها بشكل خاطئ ووقعت ضحية تدليس الآخرين ..
الصادقين هم من يتفهمون من يحاورون من يقدرون ظروف الآخر ولايتربصون بأحد فلايحقدون ولايغارون على مايؤت الله للناس من فضله..من يحترموا وجهة النظر الأخرى وإن لم تكن مقنعة بالنسبة لهم .
لاتنسى ياصديقي أن هنالك من يغضب على أحدهم لأن أقدم الصح لم يقع في الأخطاء الذي أنتظر استدراجه إليه أو وقوعه فيها.
ولاتنسى ياصديقي بأن الناس تغضبهم المزايا والإيجابيات ونقاط القوة في شخص او طرفا..أكثر مما تزعجهم الأخطاء فيعلنون حربهم ونقدهم ضد هذا أو ذاك..تحت هذا المبرر وحده .
فلا تعتقد بأن كل مايُقال من نقد واتهمامات هي حقيقية كلها..
ياصديقي في وقت زحمة الرسائل وكثرة المقالات والمبالغات والتطرفات والعدوات والتمزق والتشظي وسقوط اخلاق الناس.. أتخذ مواقفك بأكثر حذر وتبين وقل خيراً أو أصمت إن كان عندك وازعاً حقيقياً من الدين أو التقوى ..وتذكر دائماً قوله تعالى(لاخير في كثير من نجواهم إلامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاحاً بين الناس..)
عبدالفتاح الصناعي
