آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-12:18ص

لقاء الاتحاد والهلال برسم ربع نهائي دوري أبطال العرب غريب، ملتهب، مثير

الجمعة - 04 أغسطس 2023 - الساعة 06:33 م

محمد العولقي
بقلم: محمد العولقي
- ارشيف الكاتب


في الهلال أعاد المدرب البرتغالي جيسوس مفكرته التقنية و التكتيكية إلى رشدها بعد مرحلة شك كادت تعصف بفريقه و تلقيه بعيدا عن حسابات التأهل.

في الاتحاد أحدث مدربه نونو سانتو نقلة في أسلوب اللعب..لأنه يمتلك ملك التحولات المركبة الفرنسي الدولي كريم بنزيمة.

في الهلال هناك توجس و تخوف من طبيعة نهج جيسوس الذي يعتقل المساحات و يحرك من خلالها نواياه دون وضع حل ناجع لضعف العمق الدفاعي.

في الاتحاد رؤية سانتو لم تكن أبدا لتشابه رؤية جيسوس..الأولوية عند سانتو لتأمين العمق..بعد ذلك يمكنه تحريك طوفان جوتا و رومارينهو و بنزيمة.

في الهلال ثمة هواجس على مستوى التركيبة البشرية نفسها تضع هوية الهلال الهجومية على صفيح ساخن.

اللعب من دون مهاجم قار ثابت يتناسب مع طبيعة الاستحواذ عند الهلال تصيب المفكرة التكتيكية للهلال بجفاف و عقم..

القادمون من الخلف نظرية قد لا تسعف الهلال أمام فريق يمتلك ثالوثا هجوميا أشبه بالطوفان.

عودة جيسوس إلى اعتناق شاكلة 4/2/3/1 تعني تحجيم القدرات الهجومية إما للبرتغالي نيفيز أو للصربي سافتش،و تلك مغامرة لا يود جيسوس خوضها مكرها.

إذن الاعتماد على كلاسيكية 4/3/3 منطقية لحماية أنفاس الوسط أولا.. و لمنح الرواقين سالم الدوسري و ميشيل دلغادو البعد الهجومي.

 في الاتحاد معاناة على مستوى الاستعصاء في تليين طبيعة اللعب..و  قد احتاج سانتو في كل مرة إلى رسم تكتيكي بوسط ثلاثي يضرج بين التغطية.. و بين من يحسن صناعة اللعب.

من حسن حظ سانتو أنه يمتلك ملك التغطية و المحور الدفاعي الذي يبسط نفوذه على مساحة شاسعة من اللعب.. تبدأ من آخر مدافع.. و تنتهي عند آخر مهاجم..الأمر هنا يتعلق بالقصير نغولو كانتي.

 في الهلال نواقص على مستوى التركيبة نفسها..

محمد كنو أقل من أن يعتمد عليه كمحور هدام ..بالطبع لا يمكن أن يؤدي أدوار كويلار الذي رحل مع الأسف لنادي الشباب.

في الهلال خط وسط تتشابه فيه الواجبات.. و هذا يؤدي إلى فوضى تكتيكية في توزيع آليات اللعب.

من حيث الانضباط التكتيكي الاتحاد أكثر نضجا ..و من حيث الفاعلية الهجومية الاتحاد أيضا أكثر خطورة و إنتاجا..لكن من حيث السطوة و الهيبة الهلال مرعب.

عمق دفاع الاتحاد مثله مثل عمق دفاع الهلال.. معاناة مع تنافر في تطبيق الرقابة الصارمة..إلا أن هذا العيب عند الاتحاد يقل بمشاركة المحور الدفاعي كانتي.

لمن ستكون الغلبة غدا.. للاتحاد أم للهلال؟

لا يمكن أن نبني استنتاجات نهائية لمجرد النظر في دلالات النتائج الأخيرة التي تصب في مصلحة الهلال.

هي مباراة كؤوس حافلة بالمتغيرات.. شاحنة بالتحولات.. الخطأ فيها ممنوع..غير أن الثبات الانفعالي سيتحكم في الجزئيات الصغيرة..و سيلعب دورا بارزا في ترجيح كفة هذا على ذاك..

دعونا ننتظر..فغدا لناظره قريب.