آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-09:01ص

"أولاد الخالة"

السبت - 15 يوليه 2023 - الساعة 12:00 ص

مالك السروري
بقلم: مالك السروري
- ارشيف الكاتب


أسمته جميل لتربطه بجميلة بنت أختها وشقيقتها الكبرى والوحيدة وأيضا لأنه جميل بالفعل فكما يقولون :- له من اسمه نصيب.

عاش جميل في قرية ريفية صغيرة بالقرب من جميلة بنت خالته المدللة ودرسا معا في نفس المدرسة لكنها كانت تتقدمه بعام دراسي كامل.

أولاد الخالة جميل وجميلة يهتمان ببعضهما كثيرا بإيعاز من أميهما .

حيث كانتا تهدفان لزواجهما من بعض عندما يكبران.

لكن جمال والد جميل كان له رأيا آخر  نعم كان يريد يزوج ابنه الوحيد جميل من بنت اخته الوحيدة حبا في إخته وإكراما لها.

نجح جمال في إبعاد ولده عن حبيبة عمره متعللا بفارق العمر بينهما كون الجميلة تكبره بسنة كاملة.

تزوجت الجميلة من شاب اخر غير حبها وحب عمرها الذي كبر معها.

أما جميل فبدأ مشوار حياته بمغادرة القرية الصغيرة _ بما تبقى من ذاته ورفاته _ غادر قريته حيث الذكريات الجميلة والمؤلمة.

رحل عن تلك القرية الى المدينة ليجد له عملا هناك ينشغل به ويشغله لينسى ماضيه بكل ما فيه.

وبعد عامين كاملين عاد إلى القرية ليتزوج بنت عمته (مرسول الحب) بينهما.

 تلبية لرغبة والده وتحقيقا لحلم عمته.

لم يكن مقتنعا بهذا الزواج ولا راضيا به ولكنه قبل به إرضاء لوالده ونزولا عند رغبة عمته...

فقد كان يعتبره مأتما لا فرحا كما أنه رفض إقامة الوليمة التي تليق به وبمكانته في القرية لأنه كان يراه زواجا فاشلا_ وقد كان _ وافق عليه طاعة لأبيه لا أكثر!

جميلة كانت أحد الحاضرين المهنئين المباركين في العرس التقليدي الذي يخلو تماما من الحب والإختيار حيث لا مودة تصحبه ولارحمة تسكنه.

اقتربت منه لتهنئه وتبارك له بعرسه اللاميمون فرد عليها بهز رأسه وفي حلقه غصة تخنقه وتمنعه من الكلام أما ابتسامته فكانت جوفاء تخلو من الصدق يجامل بها الحاضرين.

كما أنه حاول بائسا منع دمعة نزلت من عينه لتفضحه بعد أن عجز عن حبسها في حدق عينه الحزينة.

مرت السنوات والأيام على هذا الحال من الفراق والتناسي لا النسيان. وصدفة وجد جميل حب عمره على منصة أحد مواقع التواصل الإجتماعي فراسلها غير مكترث بالنتائج .

لكنها صدته وحاولت الإبتعاد عنه حتى لاتعود للماضي بذكرياته الجميلة والمؤلمة.