* عيد آخر يهل علينا في الجنوب و الناس حالتها حالة.* الوضع المعيشي المتردي ينعكس بؤسا على وجوه الآباء و الأمهات و الأطفال..* مواطن قال لي و الدمع يتحجر في عينيه:يا ابني راتبي خمسين ألف ريال، و كبش العيد قيمة أصغره مائة و خمسين ألف ريال، و العيال بدون كسوة ماذا أفعل؟ * لم يعد العيد مصدر سعادة كما كان زمان، فمظاهر التكافل الاجتماعي انقرضت كحال الديناصورات، و الرحمة انتزعت من قلوب من فتح الله عليهم.* النازحون الشماليون كوشوا على المساعدات الإنسانية، خذوا معهم ما تيسر من دعم المنظمات و هرولوا إلى ديارهم لقضاء إجازة العيد، و قالك نازحين.* الناس في عدن و ما جاورها يشعرون بأن العيد لا يعنيهم، لكنهم مع هذا لا يدرون كيف يصنعون الفرحة على وجوه الأطفال.* السواد الأعظم من الوزراء الذين يقطنون معاشيق يأكلون أحلى أكل و يلبسون أفخم الملابس و ينامون تحت المكيفات على ريش النعام، لفلفوا (شغاديفهم) و يمموا و جوههم شطر الرياض و القاهرة و إسطنبول لقضاء العيد مع أسرهم في جنة الخارج. * كلهم ركلوا عدن لأنها لا تعنيهم، ليست هدفا و لا غاية، أعدوا لنا ما استطاعوا من أزمات مفتعلة و غلاء متوحش و نفدوا بجلودهم الطرية إلى الخارج، ولم يبق في عدن إلا أبناؤها الذين ينتظرون العيد وهم يتجرعون مرارة الذل.* كيف ينبض قلب رئيس الحكومة و هو يشتري لأطفاله أفخم ملابس الموضة، و يضحي بكبش يساوي ميزانية ألف موظف غلبان، فيما أطفالنا يفتشون عن (جعالة) العيد في مخلفات القمامة؟* أين حمرة الخجل و الوزراء يسيحون مع أولادهم بملابس العيد، فيما أطفال عدن و الجنوب محرومون من الفرحة و ممنوعون من السعادة؟* إنهم لا يحترمون مشاعرنا و لا يقيمون وزنا لمعاناتنا التي هي نتاج سياساتهم التعذيبية المركبة، رئيس المجلس الرئاسي سيكتفي كالعادة ببيان يهنئ فيه الشعب و يتمنى له حياة سعيدة مع الفقر و الجوع و المرض.* كباش و كسوة العيد فقط لمن استطاع إليها سبيلا، و هؤلاء هم المسؤولون و القياديون الناهبون و الفاسدون و اللصوص المتاجرون بأزماتنا، لا يضرهم سرقة فرحة العيد من بيوتنا و تصديرها إلى عوائلهم في مختلف عواصم العالم، فما من رادع يمكنه إجبارهم على تغيير البوصلة نحو عدن و القبول بعيشة ضنكا وسط الغلابى.* هذه الحرب القذرة التي لا تريد وضع أوزارها أنتجت فئتين:فئة مترفة تملك كل شيء، و فئة متربة تنام على الحديدة و لا تملك شيئا. * الفئة المترفة لا مانع أن تشتري بدل الكبش مائة و ألف و مليون، و الفئة المتربة ترى في شراء نصف دجاجة مستحيلا رابعا يضاف إلى المستحيلات الثلاث عند العرب: الغول و العنقاء و الخل الوفي.* يا أحبتي في الجنوب المنكوب بقدرة (غادر)، لا تنتظروا رحمة من الذين يسرقون قوتنا من أفواهنا، و لا تترجوا معونة من اللص و الحرامي و القرصان، فلنحك جلودنا بأظافرنا، و لنساعد بعضنا البعض ولو بجلسلات مواساة عيدية تنسينا الكباش و الكساء و غلاء الأسعار و الصيف الحارق، و تزيح عن قلوبنا قليلا من هم الليل و مذلة النهار، و دائما لا حول ولا قوة إلا بالله.