آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-01:01ص

عيد اللصوص..!

السبت - 24 يونيو 2023 - الساعة 11:27 ص

محمد العولقي
بقلم: محمد العولقي
- ارشيف الكاتب


 

 

* عيد آخر يهل علينا في الجنوب و الناس حالتها حالة.
* الوضع المعيشي المتردي ينعكس بؤسا على وجوه الآباء و الأمهات و الأطفال..
* مواطن قال لي و الدمع يتحجر في عينيه:
يا ابني راتبي خمسين ألف ريال، و كبش العيد قيمة أصغره مائة و خمسين ألف ريال، و العيال بدون كسوة ماذا أفعل؟ 
* لم يعد العيد مصدر سعادة  كما كان زمان، فمظاهر التكافل الاجتماعي انقرضت كحال الديناصورات، و الرحمة انتزعت من قلوب من فتح الله عليهم.
* النازحون الشماليون كوشوا على المساعدات الإنسانية، خذوا معهم ما تيسر من دعم المنظمات و هرولوا إلى ديارهم لقضاء إجازة العيد، و قالك نازحين.
* الناس في عدن و ما جاورها يشعرون بأن العيد لا يعنيهم، لكنهم مع هذا لا يدرون كيف يصنعون الفرحة على وجوه  الأطفال.
* السواد الأعظم من الوزراء الذين يقطنون معاشيق يأكلون أحلى أكل و يلبسون أفخم الملابس و ينامون تحت المكيفات على ريش النعام، لفلفوا (شغاديفهم) و يمموا و جوههم شطر الرياض و القاهرة و إسطنبول لقضاء العيد مع أسرهم في جنة الخارج. 
* كلهم ركلوا عدن لأنها لا تعنيهم، ليست هدفا و لا غاية، أعدوا لنا ما استطاعوا من أزمات مفتعلة و غلاء متوحش و نفدوا بجلودهم الطرية إلى الخارج، ولم يبق في عدن إلا أبناؤها الذين ينتظرون العيد وهم يتجرعون مرارة الذل.
* كيف ينبض قلب رئيس الحكومة و هو يشتري لأطفاله أفخم ملابس الموضة، و يضحي بكبش يساوي ميزانية ألف موظف غلبان، فيما أطفالنا يفتشون عن (جعالة) العيد في مخلفات القمامة؟
* أين حمرة الخجل و الوزراء يسيحون مع أولادهم بملابس العيد، فيما أطفال عدن و الجنوب محرومون من الفرحة و ممنوعون من السعادة؟
* إنهم لا يحترمون مشاعرنا و لا يقيمون وزنا لمعاناتنا التي هي نتاج سياساتهم التعذيبية المركبة، رئيس المجلس الرئاسي سيكتفي كالعادة ببيان يهنئ فيه الشعب و يتمنى له حياة سعيدة مع الفقر و الجوع و المرض.
* كباش و كسوة العيد فقط لمن استطاع إليها سبيلا، و هؤلاء هم المسؤولون و القياديون الناهبون و الفاسدون و اللصوص  المتاجرون بأزماتنا، لا يضرهم سرقة فرحة العيد من بيوتنا و تصديرها إلى عوائلهم في مختلف عواصم العالم، فما من رادع يمكنه إجبارهم على تغيير البوصلة نحو عدن و القبول بعيشة ضنكا وسط الغلابى.
* هذه الحرب القذرة التي لا تريد وضع أوزارها أنتجت فئتين:فئة مترفة تملك كل شيء، و فئة متربة تنام على الحديدة و لا تملك شيئا. 
* الفئة المترفة لا مانع أن تشتري بدل الكبش مائة و ألف و مليون، و الفئة المتربة ترى في شراء نصف دجاجة مستحيلا رابعا يضاف إلى المستحيلات الثلاث عند العرب:  الغول و العنقاء و الخل الوفي.
* يا أحبتي في الجنوب المنكوب بقدرة (غادر)، لا تنتظروا رحمة من الذين يسرقون قوتنا من أفواهنا، و لا تترجوا معونة من اللص و الحرامي و القرصان، فلنحك جلودنا بأظافرنا، و لنساعد بعضنا البعض ولو بجلسلات مواساة عيدية تنسينا الكباش و الكساء و غلاء الأسعار و الصيف الحارق، و تزيح عن قلوبنا قليلا من هم الليل و مذلة النهار، و دائما لا حول ولا قوة إلا بالله.