واقعا يعيشه اليمنيون بشمالهِ وجنوبهِ من المتغيرات السياسية و الجوسياسية والدينية والاقتصادية كل هذه التغيرات الكبيرة طالت أكبر مؤسسات اليمن (البنك المركزي) إضافة إلى توجهات أخرى وتغيرات غير معتادة في الخطابات لدى الكثير من السياسيين اليمنيين ، كان أبرزها كلمة رئيس المجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي فيما يخص القضية الجنوبية في ذكرى 14 من أكتوبر الذي أشار فيها الكثير من اليمنيين على أنها بادرة خطيرة حول مستقبل الوحدة اليمنية وبالإضافة الى تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي التي أثارت حفيظة الكثير من الشعب، حول مستقبل أن يبقى هذا اليمن متحد العلم والدستور، وكان ذلك أمام مسمع ومنظر الشرعية اليمنية الممثلة بالمجلس القيادة الرئاسي الهادفة إلى استعادة الدولة اليمنية من قبل جماعة الحوثي المتمردة في صنعاء عاصمة اليمن .
فما وراء هذه المتغيرات الكبيرة؟
منذو تفجر الثورة الشبابية عام 2011 مروراً بدخول الحوثي صنعاء عاصمة الدولة وانتزاعه للسلطة من الرئيس عبدربه منصور هادي عام 2015 بقوة السلاح، للسطو عليها وكذلك في دخول قوات التحالف العربي منقذة المشهد وصولاً إلى هيمنة المجلس الانتقالي الجنوبي على الجنوب واستمرار مليشيات الحوثي بسيطرتها على الشمال.
فمن وراء هذا الواقع المفروض ؟
لا شك أنّ الواقع الحالي فرضته القوة المهيمنة على الأرض اليمنية بشماله وجنوبه تحت مسميات كثيرة الهدف منها البقاء على ما آلت إليه الحرب وبدون أي رغبة شعبية وتحت وطأة السلاح،
ولكن ما يهمني هنا تمسكي في ما قصدت سابقا ًهل المجلس الانتقالي الجنوبي كان وراء انتصاراته أم واقعٌ فرضتهُ الحرب وإرادة جماعة الحوثي.
إنّ كل المتغيرات التي حدثت في الجنوب خصوصاً، كانت محطة فاصلة دون شك ،، استطاع الانتقالي من ورائها انّ يفرض قبضتهُ السياسية والعسكرية بالجنوب ومساعدة مباشرة وغير مباشرة من الإمارات العربية المتحدة،، متجاوزاً كل المكونات الجنوبية واستطاع بعد ذلك ولو بشكلاً رمزياً ، أعظمها خلق واقع ملموس على أن يضع كل المكونات الجنوبية تحت مظلتهِ اليوم ،
فماذا حققهُ الانتقالي حتى أعلن عن نفسه ممثلاً شرعياً للجنوب، هناك من يقول الانتقالي بقوته و قيادته كانت وراء كل الانتصارات الجنوبية ؟
عن أي انتصارات يتحدث هؤلاء ؟
إذا ما نظرنا إلى واقعنا أي واقع الجنوب السياسي والاقتصادي والأمني ،،، كانت نتيجة لمراحل عاشها الشعب الجنوبي بكل مرارتها وويلاتها ، ذاق فيها المواطن شتى أنواع الظلم والحرمان والجوع والقتل من قبل جماعة الحوثي مكابداً ذلك من أجل كرامته والحفاظ على سلامة أراضيه.
كانت نتائجها أن الحوثي رسم لدولتهِ في الشمال حدود وخطوط حمراء ظل متشبثاً فيها بكل قوته حتى اللحظة،، وترك الجنوب لشعبه بعد أن هُزم بالجنوب وانتصر الجنوبيين لقضيتهم سياسياً وعسكرياً وأمنياً،
هذا ما هو إلا واقع فرضه الحوثي على الجنوب والشمال فكان واقعاً انتصر فيه الشعب الجنوبي من أجل نيل حقوقه وقضيته العادلة وانتصارا لحقه بعيداً عن شخصيات بذاتها أو مكونات باعضائها ، الشعب الجنوبي له الفضل الكبير في ذلك ، ولقد أصبح اليوم أكثر وعياً وأكثر قدرة وصلابة على انتزاع حقه وذلك مستفيداً من تجارب الماضي ولكم في مليشيات الحوثي آية وعبرة.
