آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

الناس في زمن الحرب

الإثنين - 29 مايو 2023 - الساعة 10:34 م

عبدالفتاح الصناعي
بقلم: عبدالفتاح الصناعي
- ارشيف الكاتب


حين وجدت نفسي أعيش أكثر من أزمة في صنعاء قررت العودة للقرية مؤقتا كاستراحة محارب لاسيما وانا مضت عليا بحدود ستة أشهر منذ آخر زيارة ..أقنعت أحد الأصدقاء الذي طالما تحمل كثيراً من بؤسي وتفهم مأساتي بأني مخنوق للأخير من جو صنعاء فكان لطيفا معي كعادته رغم مايمر به..
وقد علقت في الطريق حتى تمكنت من تدبر الأمر بصعوبة..حين وصلت القرية في أول يوم خرجت  قال لي أحدهم "أنتم نهبتم البلد أكلتم حق الناس أفسدتم" من نحن ؟! على من تحسبني؟!
فيقول أنت حوثي من تغالط؟
خيرة الله

وتتلاحق المواقف بهذه الطريقة كل أحد يكره طرف يحسبني عليه. فانا عند بعضهم اخواني وعند البعض اماراتي وعند آخرين شريعة.. "أحدهم قال لي ليش بطنك كبرت تدعمك منظمات إرهابية " 
فهمت انه قبل ان أصل إليهم كانوا يتكلمون عني ولكن كان هذا أصدقهم ..
كل شخص يعيش أزمته الخاصة فانا المتنفس ليخرج غضبه فوقي بشكل صريح وجاد أو مزاحا بنصف جد أو همسا وغيبة .. مازحني صديق بقوله "نهايتك التصفية اليوم أو غدا" رديت عليه بأني لا أخشى ذلك مادام وأنا ابذل حياتي ووجهدي في سبيل الهم العام. فأنتفض أحدهم زعلان من كلامي لكأني شتمتته وبأن كلامي لا أساس له من الصحة..
إني أتفهم أن الجميع يعيش نوعاً من المعاناة والمأساة بطريقة أو بأخرى..
والكل أصبح مجروحا ومتألم ويعيش ضائقة..
لكن لا أحد يتفهم أو يصدق أني مطحون ومأزوم ومجروح  مثلهم وأكثر وأضاقة إلى ذلك فانا اتلقى كل انواع الأذى وسوء الظن ..
ظل جوالي لمايقارب أسبوع عطلان وحين أصلحته لم أجد إلا  رسائل المقوت وصاحب البقالة ..فلا احد قلق عليا وأفتقدني غيرهم كما وجدت رسالة واتساب من شركة مصرية تعرض عليا شراء فلة بالتقسيط..
هكذا هي تداعيات الحرب سؤء الظن الأوهام حالة من العدائية والتربص ..