آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

المُبعدين والمسّرحين قسراً بين آمال التسوية وشكوك الحاضر المُعقّد ..!

السبت - 27 مايو 2023 - الساعة 12:00 ص

عبدالله احمد مقبل
بقلم: عبدالله احمد مقبل
- ارشيف الكاتب


في الظروف الراهنة الذي تعيشها البلاد المليئة بالتعقيدات السياسية والاقتصادية آمال أصدرها رئيس المجلس الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي وانتظرها المعنيون لسنوات طويلة عانوا فيها شتى أنواع الظلم والقهر وذلك بسبب سلب حقوقهم ومستحقاتهم من النظام السابق علي عبدالله صالح واستمر لعقود ثلاثة كانوا على أمل أن ينبثق فجر يأتي لهم بما أخذوه منهم حرامية ومصاصي البلاد جُرماً وجوراً لكن ومع دخول البلاد بمستنقعات ومحطات كثيرة من الحرب والعقبات كما هو ملاحظ اليوم ، بصعوبة لاح الحل السياسي بأي ظرف من الظروف ظلت قضيتهم منسيّة تماما كما هي مستحقاتهم وأسماؤهم ولا تُذكر على أي طاولة سياسية منذ نظام صالح وحتى الأمس القريب .

المبعدون والمسرحون قسرا من القوات الجنوبية قضية البلاد الكبرى وصوتها الذي تصرخ به من حرب 94 ، هذه الحرب اللعينة الذي أدخلت شعب الجنوب في زاوية ضيقة وحقبة من السلب والنهب والقتل وانتزاع الحقوق عيانا ، أكثر من 50 ألف جنوبي أُبعدوا وسرحوا من مهماتهم العسكرية والمدنية وفقدوا وظائفهم ومستحقاتهم من نظام صالح الغاشم ، الذي ترك البلاد في كف ظالم يعبث بها حتى اليوم ، المبعدون والمسرحون قسرا من صيف 94 هم من يُصارعون صراعا شديدا من أجل الحصول على لقمة عيش لآهاليهم، من بعد ما فقدوا وظائفهم وأشغالهم وأعمالهم من قبل الجاني عفاش، ثلاثة عقود من الجمر عاشها المبعدون والمسرحون قسرا فمن يدفع لهم حقهم ومتاعبهم التي عاشوها في الظلام ؟

وبعد السنين العجاف، خطر على بال الرئيس رشاد العليمي رئيس المجلس الرئاسي اليمني قضية المبعدين والمسرحين قسراً كحل أولي وعقد صداقة عاجلة مع شعب الجنوب الذين سُرحوا إلى منازلهم بعد ذلك الصيف الشنيع ، لكن ومن يضمن لنا بأن هكذا وقت كان مناسبا لمعالجة قضية مثل هذه ، وأن هذه القرارات الصادرة كانت في محلها خصوصا وأنّ البلاد تُعاني من أزمات حرب تعقبها انتكاسات  اقتصادية ومالية ومصرفية للدولة عجزت الكثير من الحكومات المتتابعة معالجتها وإعطاء الحلول لها ، إنّ الحكومات اليمنية عجزت عن حل أبسط المشاكل التي لقيتها في طريقها وخرجت صفر اليدين في خلق أي واقع كانت مطالبة بمعالجته، فكيف يوكل لها أمر كهذا وما هي البوادر التي تعمل بها اليوم والملف على طاولتها ؟

المبعدون والمسرحون قسرا اليوم بين آمال التسوية وشكوك الحاضر المليء بالصعاب ، فالحكومة نفسها ستجد الصعوبة ملتفة حولها كثعبان حول فريسته ولربما لا تستطيع تنفيذ القرارات الصادرة من العليمي وقد تعتذر عن عدم توفر ميزانية ومثل هذه الأمور ، أما المعنيون والمبعدون فسيعيشون على هذه الآمال يومهم ؛ فكما عاشوا ثلاثين عاما في ضياع سيعيشون بقية السنين، وإذا ما أوفت الحكومة اليمنية بوعدها لهم في موضوع التسوية فمن سيعوضهم عن الأعوام السابقة؟