آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-03:19م

كواكب في موكب الشمس..!

الجمعة - 26 مايو 2023 - الساعة 05:16 م

محمد العولقي
بقلم: محمد العولقي
- ارشيف الكاتب


أربعة كواكب أسعفني حظي السعيد بالتتلمذ على أيديهم..هم ينتمون لإعلام رياضي صاخب بالأحداث ساخن بالتفاعلات و الانفعالات                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            كيف كانوا يروضون المدى القاحل؟

كيف كانت دموعهم و عرقهم و حروفهم و صحتهم سمادا تتفتح معها براعم الغد بذات الجودة و الأصالة؟

هم فقط من بصموا على حقبة متألقة في زمن القلم و الماكت و الفاكس و الكاميرا البدائية. 

هم فقط من كانوا قنوات فضائية تبث الحرف بنبض جمهور و أنفاس مهاجم راقص الشباك و حس لعبة حلوة تشتعل في الوجدان.

أربعة كواكب سيارة مهما باعدت بيني و بينهم المسافات يظلون في علياء سمائي يومضون وهجا و يلمعون ذكرا..

هم أستاذة نعم..

هم فلاسفة نعم..

هم رحالة فكر نعم..

هم يؤرخون حياتنا الرياضية .. أمناء على التاريخ رحماء بالمبادئ زعماء بالانتماء و الأصالة.

 الكوكب الأول علي ياسين زهرة الحناء القلم الشيك النبيل الأرستقراطي في المفردة .. يكتب بأناقة الشوكة و السكين الهاجس الجميل الذي جاء بما لم تأت به الأوائل فكر ناضج نصحا و عطاء يتعصب للجديد في الإبداع عندما يكتب باقته تحسه (جنايني) يهتم بتصفيف الورود في مزهرية وجدانه.

 الكوكب الثاني هاشم الوحصي  رجل الإحصائيات الأول بلا منازع  كل التحديات مرسومة في مخه على صورة وشم من الأرقام يستطيع في جزء من الثانية أن يخبرك كم تنفست؟ كم فرحت؟ كم حزنت؟ الأرقام لعبته يرتبها يغربلها يعجنها بالأحداث لتبقى حية نابضة مؤرخ رياضي نذر حياته للأرشفة ذاكرته مليون جيجا كل شيء عند هاشم أرقام و الأرقام لا تكذب و لا تتجمل.

الكوكب الثالث ناصر محمد عبدالله  قمر ريفي سكن البندر في لحظة فارقة غزا  بعنفوان لغته ميادين الرياضة عجنها و عجنته مارس تجليات رحلة البحث عن المتاعب بحيوية واحد من ثلاثة صنعوا مجدا رفيعا لرياضة صحيفة 14 أكتوبر  ناصر قلبه أخضر لا ينكر هذا لكنه عندما يدخل عالمه المجنون تستوي عنده كل ألوان الطيف .. مفرداته نار و شرر .. يقصف الجبهات بجمر كلماته و لا يصادر رأيا و يا له من ناصر بروعة كل المناظر ..

الكوكب الرابع عيدروس عبد الرحمن  الأديب الأريب الذي يكتب بحس كل شعراء المعلقات يغربل مفرداته بأناقة يعجنها بمختار الصحاح ثم تخرج من فوهة أفكاره كقطعة حلوى براقة مطحونة تسر الناظرين يسهل بلعها هو من النوع الذي يجعل من الهدوء طقوسا لكنه عندما يناقش يتفجر حمما كبركان ثائر صاحب عزة نفس  يتلاعب قلمه بالمفردات كما يتلاعب ميسي بالمدافعين نوعية من فصيلة نادرة  عاطفي يتألم عندما يرى نفسه وحيدا مع مرض ساقط لا يرحم.

  الكوكب الأربعة عرفتهم تعاملت معهم و كل كوكب بصم على مفكرتي بطريقته أحفظ لهم دائما مسافة شاسعة من الود و الاحترام و التقدير هم معلمون أقف لهم بكل تبجيل أساتذة الأمس و اليوم و غدا.

  حظي العاثر حال بيني و بين حضور حفل تكريمهم الإنساني الرائع الذي تبناه و نفذه صوتا و صورة صديقي الكابتن وجدان شاذلي مدير عام مكتب الشباب والرياضة بعدن .. فعل وجدان في أقل من ثلاثة أشهر ما لم تفعله دولة الوحدة في ثلاثين عاما..روض وجدان كل المدى و سحب البساط من تحت أقدام (اللهو الخفي) الذي لا يرى إلا ظله و ظل حاشيته.

 كان بودي حضور موكب الكواكب في حضرة الشمس الوجداني، لطبع أربع قبلات على جبين الكابتن وجدان بعدد الفرسان الأربعة..

برافو شمس الأصيل (وجدان شاذلي)، أكثر من هذه المبادرات التي تلهب الجوانح شتاء و تثلج الصدور صيفا.