آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-01:21م

صلح الثعالب

الجمعة - 19 مايو 2023 - الساعة 02:01 م

محمد سالم باحميش
بقلم: محمد سالم باحميش
- ارشيف الكاتب


قد يبدوا للقارئ من العنوان ان المقال عبارة قصص اطفال للنوم او التسلية ولكن العنوان يتحدث عن صلح قام به الثعالب فيما بعد ان ارهقتهم سنين الصراع والحرب العبثية التي دفع ثمنها شعب تجرع مرارة الألم و الحزن و سوف يستمر آثار هذا الدمار اجيال قادمة في المستقبل ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؟؟ ماهو الذنب التي ارتكبوه اهل هذه البلدة الطيبة ، انا سوف اجيب على السؤال ؟ هذا الشعب ذنبه ان الله كتب عليهم ان يعيشوا في اهم رقعة مميزه في العالم ومن المعتاد ان اي شعب يمتلك هذه الميزة ينهض ويتطور ويستفيد منها ولكن هذا الشعب كان ضعيفاً و مغلوب على امره ولم يكن بمثل قوة اجداده العظماء لذلك فهو يعاني ويلات الحزن و الدمار و الشتات ،، والأن سوف اسرد لكم حكاية هذا الشعب من البداية . 

بدأت الحكاية عندما كان هذا الشعب تنعم بلادهم بالأمن والسلام والخيرات الكثيرة و الثروات الهائلة وكان هذا الشعب قد بدأ يفرض كلمته على الآخرين وبدأ يرتقي نحو النهضة والتطور ولكن هيهات لهذا الشعب المسكين التطور في ظل وجود قوى أخرى ترغب بامتلاك ثروته ، وهذا بالضبط هو ما حدث لأهل هذه البلاد حيث كانت تفصلها خطوات قليلة عن الزعامة و التطور و لو كانت استمرت على ماهي عليه سوف تصبح دولة تناطح الدول العظمى ولكن كما هي عادة المنافقين واهل الكذب والمكر و الخديعة لم يروق لهم ذلك فقام اقرب جيرانهم والذين يعتبرون من دمهم و اهلهم و لديهم عادات مشتركة ولكنهم أسقطوا جميع هذه الاعتبارات وقاموا بما يمليه عليهم ديدنهم الخبيث حيث قاموا بالتخطيط لعرقلة تطور هذا  الشعب و اخيرا استقر حزب الشيطان على بث الفتنه بين الشعب وحاكمهم و اوهمت هذا الشعب بان حاكمهم مستبد ويأخذ خيرات البلاد و ثرواتها له وحده ، ومن المؤسف أن هذا الشعب استجاب لهذه الفتنه وقاموا بتلبية نداء الشيطان على اكمل وجه وقد نجح حزب الشيطان بذلك نجاح منقطع النظير (ولا عجب فأهل الفتن مبدعون في تخطيطهم) و لكن هذا الشعب لم ينعم بالراحة بعد هذه الخطوة و توالت عليهم ويلات الغم و الحزن و أطلت عليهم غيمة لم تنقشع حتى وقتنا الحالي ، وعندما بدأ الشعب يستفيق من هذه الصفعة و عرفوا انهم ارتكبوا خطأ فادح و قاموا بتوجيه انظارهم نحو العدو اصطدموا بعاصفة الغبار التي قام بها المنافقون كالعادة وهذه العاصفة التي ضربتهم كانت اقوى من سابقتها فهي يحير فيها الحكيم و يبرز فيها السقيم و يتزعم الشعب شخص غشيم ، وقام حزب الشيطان بافتعال حروب عبثية في ارجاء البلاد وقاموا باستخدام بلد هذا الشعب المسكين كـ ميدان لـ حروبهم مع قوى أخرى وهذه وربي هي القاصمة ، و استمرت هذه الحرب سنين طويلة وكانوا في خضم هذه الحرب ينهبون ثروات هذا الشعب وثم يتصدقون عليهم ، والغريب في الأمر أن هذه الفتن التي ختمتها الحرب العبثية لو كانت في بلد آخر لكان انهار واستسلم منذ زمن ولكن لله در هذا الشعب العظيم الذي مازال واقفاً ويقاتل بشجاعته قبل الأسلحة حيث انه عرف غريمه واستفاق من الغفلة وقام بعدة حملات ضد حزب الشيطان بعضها استقر في قلب بلاد الحزب حتى حانت ساعة الصفر و خارت عزائم المنافقين كما هي العادة و أخيراً انتصر الشعب المسكين وخسر حزب الشيطان ولكن خسر الشعب خسائر كبيرة جداً ولكنه انتصر وقام حزب الشيطان كعادته بمد يد السلام ( بل هي يد الخضوع يد الاعتراف بقوة الشعب) وقاموا بالصلح (صلح الثعالب) الذي بدوره وافق عليه زعماء هذا الشعب لإنعاش بلادهم و حفاظاً على ثرواتهم و لكن هذا الصلح يبدوا أنه استراحة محارب فقط قبل ان يقوم حزب الشيطان بجولة أخرى و فتنه أخرى ، ولكن إن لم يكن افراد هذا الشعب متيقظين سوف يقعون في فتنه اكبر واخطر من هذه الحرب العبثية .