وداعا سيد المجاهدين

وإذا كانت النفوس كبار     تعبت في مرادها الاجسام (المتنبي)

وا حر قلباه من صوب ألم بنا     ودق إسفين بين القلب والكبد

خبر مزلزل بعد الفجر أذهلنا     قلب الاسد سدد الطعنة على الأسد

ما باله الموت يتعنى قياداتنا      ذي البأس والباز والنبراس والأسد

عزائنا أنهم للمجد عزوتنا         وجهادهم في سبيل الله معتمد

نحسبهم احياء وقول الله طمنا     رزقهم الله عنده جنة الخلد

رحمة الله تغشى روح القائد اللواء صالح أحمد السيد مدير أمن لحج ورئيس أركان القوات البرية الجنوبية الذي وافته المنية فجر يوم الخميس 14 رمضان 1444 هجرية 6 أبريل 2023م عندما لم يواكب القلب الجسور همت الدهر التي تحملها روح صاحبه الباسلة ذو القوة والبأس الشديد روح الإقدام والفداء التي لا يشق لها غبار حيث والباسل الباز كان على أعداء الجنوب نار متوقدة  تدفعه في مسيرته الجهادية روح المؤمن الصادق اليقين بأن القدر المحتوم لا يرد وإن أمر الله آت ومقدر إذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون!!

رحم الله الأخ والصديق العزيز/ صالح السيد صاحب الصدر الرحب والوجه الرحيم مع أهله وجنده ورفاقه واصحابه وكل طالب حق, وما ان يدعو داعي الفداء يلبي بروح متوقدة ترهب الإرهاب ويخشاها كل إرهابيي, وكنت كمتابع محب وحريص عندما اسمع وقائعه استحضر بيت الشاعر المجيد طرفة بن العبد:

أَنا الرَجُلُ الضَربُ الَّذي تَعرِفونَهُ      خَشاشٌ كَرَأسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ

مجاهد يندفع إلى قلب المعركة يواجه الموت واقفا يقاتل يشتت فلول الأعداء ويخرج من حميمها ووجه وضاء مكلل بالنصر مبتسم بكل ثقة على قول المتنبي:

وقفتَ وما في الموت شكٍ لواقفِ     كأنك في جفن الرَدَى وهو نائم

تمر بك الأعداء كلمى هزيمة           ووجهك وضاء وثغرك باسم

وهنا يتجلى روح الفداء واليقين ساعة وافاه القدر المحتوم وهو يسجل آية من آيات الوفاء حيث كان آخر من تفقد رفيقة دربه الأولى (آلة الحرب) التي تعود دائما ان يتفقدها كل صباح بكل حب ورعايه وعن خبرة هندسية و دراية بأدق التفاصيل.

خبرة وظفها في اصلاح الدبابات والمدرعات التي وضبها وأطلق خيولها إلى ميادين القتال في أوج ملاحم الفداء والذود عن عدن والجنوب وكان كذلك في مقدمة جبهات الفداء الذي سطر ملاحمها أسود الجنوب وتكلل يوم تحرير مدينة عدن بذلك النصر المبين صباحية ليلة القدر المباركة 27 رمضان 1436 هجرية الذي تقترب ذكراه العظيمة بعد أيام معدودة التي ان شاء الله يبشر الله شعب الجنوب صباح ليلة القدر 27 رمضان 1444 هجرية بأخبار مفرحة على طريق استعادة دولة الجنوب العربي المنشودة, التي لها ضحى خيرة أبناء الجنوب الأبطال الذين نحتسبهم شهداء عند ربهم يرزقون هناك في مقام عليين بجنات النعيم.

وهذا فقيدنا المجاهد العظيم صالح احمد السيد نحتسبه منهم ورفيقهم هناك مع النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.

أكثروا من الدعاء له ولجميع شهداء الجنوب بالعفو والمغفرة والرضوان.