آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-06:37م

شبابنا و الأجهزة الذكية...معركة السيطرة!

الأحد - 12 مارس 2023 - الساعة 10:28 ص

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب


 

المعركة بين جيلنا، و أخص بالذكر أطفالنا و شبابنا من جهة، والأجهزة الحديثة التي تسمى الذكية من جهة أخرى، 
هي معركة هيمنة و سيطرة،،معركة وجود..
أما وأن شبابنا يقومون بالسيطرة عليها و يسخروها لمصلحتهم..
و هولاء قلة... 
و أما و أنها تقوم بالسيطرة عليهم..
فتسلبهم نظام حياتهم...
تدير أوقاتهم و تستنزفه وتهدره،
تبرمج سلوكهم و تعطله،
 تسلب منهم كل إلتزاماتهم،
المدرسية و الدينية و الأخلاقية...
تسحبهم إلى عالمها، 
تعزلهم في عزلة تامة عن الآخرين، 
تصبح صديقهم الوحيد،
وعائلتهم الوحيدة..

ففي الوقت الذي وضعت بين إيدي أطفالنا و شبابنا و حتى كبارنا، وفي ايدي كل شرائح مجتمعنا تلك الأجهزة الذكية بانواعها،،
سمارت فون و الإسمارت باد واللابتوبات...
وغيرها... 
و حتى الإسمارت كارد للتداول المالي،
في هذه اللحظة بدأ تدريجياً سلب فعاليتنا الفكرية،
و تدريجياً تمت فرمتة عقولنا، 
و هانحن ننساق بعدها كالقطيع..
في طريقنا أن نصبح، قطيع من الأغبياء...

لقد سلبتنا التلفونات الذكية القدرة على تذكر ارقام أقربائنا،
و سلبتنا القدرة على حفظ المسائل الحسابية البسيطة،
اصبحنا نعجز بتذكر حاصل الضرب، بدون الآلة الحاسبة...
و تدريجياً حاصل الجمع و الطرح...
أضحت عقولنا خاملة كسولة...
و سيأتي الوقت الذي تضمر فيه عقولنا،
 كما حدث للكثير من عضلاتنا،
و أعضاء اجسامنا التي اختفت حين حل محلها البديل..
فمن يصدق بانه كان لدينا أسنان قوية الى درجة تكسير العظام و طحنه بها؟!
ولدي سلفنا إلى جانبها مخالب نعم مخالب وليس أظافر ناعمة..
كان يمزق بها لحم طرائده
و حين حلت السكين كبديل مساعد،
ضعفت اسناننا و اظافرنا، و صغر حجمها و وهنت،
 فالإنسان لم يعد بحاجة إلى صلابتها و حدتها إلا بما يكفي ليلوك بها الطعام الناعم؟!
و من يصدق انه كان ل أسلافنا عضلات قوية و ضخمة،
من يصدق عن أساطير قوتهم و قدرتهم على مواجهة الحيوانات المفترسة، ندا لند؟!
و بناء المباني الشاهقة و حمل الصخور الضخمة،
حتى حل السلاح و الوسائل الحديثة، فلم يعد الإنسان بحاجة إلى قوته فضعفت و ضمرت؟!
و من يصدق ان أجدادنا كانوا يتنقلون المسافات البعيدة مشيا على اقدامهم الحافية...آلاف الكيلومترات ليحجوا بيت الله؟!
و حين حلت المواصلات الحديثة،
أصبحنا لا نقوى على شراء حاجاتنا التي تبعد عنا اقل من كيلومتر إلا بالسيارة!
و من يصدق انه كانت لدى الإنسان في قديم الزمان القدرة العجيبة على الأبصار لمسافات طويلة، حينما كانت الأشياء تمتد على بعد البصر؟!
و حين اصبحت المباني تقف امامنا و تحجب الرؤية، و اصبحنا نتعامل مع القريب..
ضمرت و تلاشت تلك الخاصية؟!

كان الإنسان يقضي وقتاً طويلاً في قراءة القرآن...
حتى هذا الوقت سرقته منا هذه الأجهزة الذكية..
فهل يتحول ربيع قلوبنا إلى خريف،
و تتحجر ألسنتنا التي كانت رطبة بالقرآن، بسبب هجر القرآن؟!

العديد من الأبحاث و الرؤيات التي تحكي عن الأشياء التي كان يقوم بها او يتمييز بها أجدادنا الأولون،
لم نعد نمتلكها بل أننا لم نعد نصدقها!
هذه الأجهزة تأتي لتقضي على ماتبقى من حركاتنا و تفكيرنا و سلوكنا و أخلاقنا...
و حتى انها اصبحت تكمل لنا كتابة الكلمات و تصححها...
أصبحنا لا نجتهد في تعلم الكتابة الصحيحة..
و لكن أخطر مافي التكنلوجيا في شل قدرة عقولنا، تكمن في جعل عقولنا مجرد ذاكرة رقمية تتلقى كل المعلومات و تحفظها في باطنها..
فيصبح الإنسان تحت رحمة الحظ...
اما في خطر تقبل سلوكيات غريبة لا تمت لأخلاق الإنسان المسلم ب صلة..
و القليل من كان محظوظا و أحسن إستغلال ذكاء الجهاز و سخره لمصلحته فجعله مساعدا له في إستغلال المواقع العلمية التي تنمي مداركه و تغذي علومه...
طبعاً العالم كله يقبع تحت رحمة هذه التكنلوجيا ذات الحدين،.
و لكن الفرق أن مجتمعنا المتهالك المدارس و المدرسين يصبح الأمر خطيراً..
فتصبح هذه الاجهزة مدرستنا الوحيدة..
بعكس الدول الاخرى، حيث تعوض المدارس المتطورة و الأساتذة الذين يمتلكون المؤهلات الحقيقية و ليست المزورة و المسروقة، و حيث الكثير من المختبرات فهم يتعلمون كيف يسخرون هذه الأجهزة الذكية لخدمتهم..
أما نحن..فكثير منا يصبح تحت رحمتها..
يجعلها مدرسته، لا يجد إلا هي  ينهل ثقافتها،
ومن كان ذو حظ عظيم تصبح له طوق نجاة و تنفعه..
و اما من كان تعيس الحظ يصبح كالإنسان الآلي (الربوت) يصبح سلوكه كما تبرمجه تلك الأجهزة...
تذكروا يا شبابنا و علموا أطفالنا أن صراعكم مع هذه الاجهزة صراع من يسيطر و من يدير الوقت..
فمن ينتصر؟!

نبيل محمد العمودي