آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:47ص

المرأة اليمنية في يومها العالمي

الجمعة - 10 مارس 2023 - الساعة 05:13 م

سهير السمان
بقلم: سهير السمان
- ارشيف الكاتب


سهير السمان

تقف اليوم اليمن في زمن خارج التاريخ ، نظرة واحدة إلى وضع المرأة وستنجلي الرؤية المرعبة لما نحن عليه، لاسيما في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
 وما تمر به المرأة اليمنية اليوم على جميع مستويات الحياة، واقع مأساوي بعد نضال طويل قامت به النساء اليمنيات عبر عقود من أجل انتزاع حقوقهن من مجتمع همشها طويلا، وحصر وجودها في كلمتين، "زوجها أو قبرها " !
الحرب التي تطاولت، وأنتجت واقعا معقدا، ألقى بتبعاته السلبية على المجتمع بأكمله، ولكنه أشد وطأة وقساوة على النساء اليمنيات.
نساء يقفن مطالبات بإطلاق سراح أبنائهن المعتقلين،، ونساء خسرن وظائفهن جراء إغلاق العديد من الأعمال الخاصة والشركات والمصانع والمرافق الخدمية، وتوقف صرف المرتبات الحكومية.
تضييق الخناق وتقييد حرياتهن ومنع سفرهن بدون محرم، إصدار قررات تعسفية تلغي بالتدريج وجودهن من المقرات والمؤسسات الحكومية، والعمل المجتمعي والمدني، إغلاق العديد من النوادي وصالات الرياضة المخصصة للنساء في صنعاء، والمقاهي والكافيهات، قرارات منع حفلات التخرج المختلطة في الجامعات وفي المطاعم والقاعات الرسمية، ومنع الموسيقى خلال الاحتفالات.
اعتقال وانتهاك وفتح سجون حوثية لمن ترتفع أصواتهن بحقوقهن، تجنيد شرطة نسائية قمعية تهاجم المنازل وتأخذ النساءعنوة، إصدار قررات هي أشبه بوثائق دفن جماعية لنساء اليمن.  
كل ذلك يحدث في الوقت الذي انتفضت فيه نساء إيران مؤخرا في ردة فعل عنيفة لمقتل مهسا أميني، شرارة أشعلتها امرأة ، وستظل تشتعل حتى تنتهي آلة القمع الخمينية، ولكن هذه الانتفاضة  - كما ورد في مقال وليد فارس الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية- جاءت في وقت  شعرت فيه المرأة في إيران، كما شعر المجتمع المدني بشكل عام، أن العالم  قد تخلى عن الشعب الإيراني، منذ توقيع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على الاتفاق النووي في 2015 مما وفر للنظام تمويلاً أكبر لتعزيز قدراته وإطالة فترة قمعه للمجتمع.
لا يختلف ذلك التخلي العالمي عن واقع المواطن داخل اليمن، إدارة عالمية لاتلتفت إلا إلى الملفات السياسية، والعمل على اتفاقيات لا علاقة لها بمصلحة المواطن، وهو ما يحدث من مراودة العالم الدولي والاقليمي لميليشيا الحوثي من أجل الوصول إلى صيغ توافقية، لضمان مصالحم السياسية والتجارية في سواحل اليمن، فاليمن ليست سوى بوابة للتجارة العالمية. 
أما ما يحدث للنساء ولبقية الشعب لا علاقة لهم بذلك، فيكفي بالنسبة لهم تقديم القليل من المساعدات الإغاثية والإنسانية ليبقي على رمق المواطن . 
في  اليوم العالمي للمرأة، نقول لنساء اليمن، أنتن من سيغيرن المعادلة السياسية، ولن يعيد الحياة لليمنيين إلا عودتكن إلى الأرض، والوقوف جميعا من أجل استرداد حق اليمنيين في الحياة، فالعالم يبحث عن مصالحه مع القوي، ولا يقدم  الحلول الجاهزة للضعفاء.