آخر تحديث :الأحد-12 مايو 2024-03:05م

قررت الرحيل..ولكن!

السبت - 25 فبراير 2023 - الساعة 11:17 ص

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب


 

يرعبني هذا التطور التكنلوجي و خاصة في مجال الإتصالات، الذي جعل العالم بيت واحد يعيش تحت سقفه المجرم والضحية الفاسد و النزيه البذيء والعفيف..
بيت واحد تختلط فيه روائح كريهة مع عطور زكية فيختلط علينا تميز الزكي منها..
الإنترنت نعمة مثله مثل الكثير من النعم التي وفقنا الله في إكتشافها ولكن إبليس و جنوده من المفسدين يجتهدون في تحويل هذه النعمة إلى نقمة تتسلل بل وتضرب كل البيوت المغلقة و المحافظة..
في الإنترنت هنالك الكثير من العلوم و الفوائد ولكن الكثير لايهتمون إلا للهابط منها..
صرت أكره هذه التقنية التي غيرت سلوك و أخلاق العالم من حولنا، فجعلت اؤلئك المنحرفون يتسيدون الترندات و هم يستعرضون شذوذهم و إلحادهم وتعريهم و غبائهم و سوء أخلاقهم و تمردهم على ذويهم و إهانة والديهم والكثير من الإنحطاط الذي للأسف يجد قوافل من المغفلين المتابعين و المهتمين..
صرت أرتعد خوفاً من هذه التقنية التي تنتشر فينا مثل خلايا سرطانية ستقودنا حتماً إلى هلاك مريع..
صرت قلق طوال الوقت من غول مخيف يكبر و يكبر يجري نحونا سريعاً  ليدمر كل ماتبقى من قيم و أخلاق و دين رغبت من كل قلبي أن ارمي بكل مقتنياتي الحديثة..
رغبت ان اقطع كل صلة بهذه التقنية..
قررت أن اعتزل...
قررت الرحيل...
ولكني تذكرت أني لابد من ارسل هذه الكلمات لتكون حجرة  تحرك المياه الراكدة لمواجهة ذلك الغول البشع...
ولم أجد إلا هذا الفناء الذي نعيش تحت سقفه مع قطيع من المختلين..
فلم يعد بالإمكان سوى الدعاء أن لا يلوثنا هذا الفساد الكبير...

نبيل محمد العمودي