آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-09:00م

(الهدار) فنان يرسم الدهشة في الروح ويملئ القلب طربا عذبا

الأحد - 05 فبراير 2023 - الساعة 05:19 م

عبدالحكيم الجابري
بقلم: عبدالحكيم الجابري
- ارشيف الكاتب


علي الاقرار أولا انه مهما امتلك الكاتب من قدرات بلاغية في التعبير، أو امتلك الناقد من تقنيات النقد الفني، الا انه سيجد صعوبة كبيرة في اعطاء مادته حقها من الشرح والوصف، خاصة عندما يكون موضوع الكتابة فنان جمع في صوته وأداءه بين عبق التاريخ وسحر وجمال الأرض والسماء، تماما كأن تكتب عن الفنان عمر الهدار، الذي يتطاير من أداءه عبق تاريخ شبام، ويترجم سحر الوادي حضرموت وجمال شواطئها.

عمر الهدار، صاحب صوت شامل قوي لا يعجزه مقام، يتلون بلون الكلمات وكأنه مجموعة أصوات متكاملة، لا يزيده مرور الأيام الا جمالا وتمكنا، فصوته الرخيم ممتد ومتنوع المسافات مع قدرة في الابحار الصوتي، ولديه أيضا ملكة عجيبة في الصعود والهبوط.

عمر الهدار، الى جانب كونه عازف بارع الى حد الادهاش والامتاع بآلة العود، فهو عازف لآلات أخرى منها الناي، نعم انه عازف ناي بطريقة رائعة ومتميزة أيضا، وهذا لا يفاجأ كثير من جمهوره الواسع، لأنهم يتوقعون كل جميل من فنانهم، الذي استطاع خلال سنوات قليلة جدا أن يملئ سماء الفن بألوان زاهية ومتنوعة، تحمل شذى الماضي وجمال الحاضر، منها المركب المتين والسهل الممتنع وبما يرضي كل الأذواق.

الحديث عن الفنان عمر الهدار بقدر مافيه من المتعة الا انه صعب جدا الالمام بكل تفاصيل قدراته وامكانياته الصوتية والطربية، ويكفي أن نشير الى ذلك الحب الكبير الذي يحظى به من جمهوره الكبير، وهي شهادة على انه صاحب مكانة متميزة بين فناني حضرموت واليمن عامة، ولهذا نرى عشاق الفن والطرب الأصيل، يتسابقون لحجز مواقع لهم عند سماعهم عن مشاركته في أي حفل، وهذه لعمري شهادة يفتخر بها أي فنان، وهي وسام يفاخر به أمام الآخرين.