آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:26م

مسألة وطن وكرامة شعب!

السبت - 28 يناير 2023 - الساعة 04:54 م

وحيد العبسي
بقلم: وحيد العبسي
- ارشيف الكاتب


الإشكالية التي تعصفا باليمن،هي إشكالية ذو شقين، تتعلق ببنية الدولة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وعمليًا،والشّق الآخر يتعلق بالفاعلين على صعيدها،مايتعلق بالشق الأول فقد كانت الوطنية مصالح سياسية واقتصادية وسياسة المخاتلة ...مما انعكس على بنية الدولة العملية ،صاحب ذلك خطاب هدّام ومخادع وموجهةً في نفس الوقت ،لعب دوراً كبير في تزييف الوعي الوطني،وعلى مستوى الشّق الآخر حيث الفاعلين على صعيد الإشكالية، حينما نستقرئ دور فاعلين الداخل نرى أنهم  من قدّم للفاعل الخارجي إمكانات الهيمنة والتأثير فيه ،حتى تزين بزينته، لاحظوا"مثلاً" ما قدمت الشرعية ،أدّت في المساهمة عن، ما يفعله الخارج سلباً، لو تأملنا ،لواقعنا لأتضح أن الحكومات كانت لا ترسم الخطط ولا تضع سياسات مستقبلية، أن  دور الفاعلين " الأحزاب" كانت أفكارهم لا تساهم في إصلاح الاعوجاج ،وماهو أصبح واضح أن الخارج يمارس إملاءات سياسية على الداخل.

أن مايحدث اليوم هو تلخيص لجملة عوامل مختلفة استمرت منذُ عقود، ومن يقول إن الخارج يقدُم دعم لوجستي لفاعلين الداخل، أقول له أن النظام السياسي لا مشروع دولة عنده!! لذلك أصبح يشكّل خطراً على البلد وشعبه، لدعمه ورضائه؟ عما تفعله السعودية والإمارات، وهويدرك أن هذه مسألة وطن وكرامة شعب تجرمه القوانين الدولية والدستور اليمني،وليس مسألة نظام سياسي متغيّر.

واقعنا اليوم ليس بريئاً،  فالأدوات التي فُرض بها تمٌس بنية المجتمع الثقافية والسياسية  والاقتصادية، مستمد قوته ونفوذه من أدوات خارجية!. ليس هُناك لرؤية سياسية وطنية، لمجابهته للخروج والإفلات منه.

لنضع أمامنا الخريطة السياسية: تسيطر حكومة صنعاء(الحوثيين)على المحافظات الشمالية إلاّ بعض أجزاء من{تعز ومأرب}  وتسعى للحصول على اعتراف دولي، وهناك قوى أخرى  تسيطر على باقي الجغرافيا السياسية ، الانتقالي الجنوبي ،و قوى محسوبة على نظام عفاش، وقوى إقليمية السعودية والإمارات ،وقوى غربية بريطانيا ، وأمريكا وحتّى الكيان الصهيوني 

هذه الدوّل تضع يدها على البلد، التى تُنهب ثرواته واثارة ويستنزف واقعه المادي، ماذا تريد ؟!ولمصلحة مَن ولماذا؟ رضيت الشّرعية المعترف بها بهذا كله؟!!من يقول أنها مرغومة، هذا ليس كلام سياسي وفاسد منطقيًا فتلك الدوّل لتقبل بأن يتعرض أمنها القومي والاجتماعي لما تتعرض له اليمن ..يبدوا ،أنها تريد تأمين وضعاً ما وخلط أوراق أمام طرف آخر.

لاحظوا كيف تم توظيف العامل السياسي والاقتصادي والثقافي من أجل صُنع واقع مختلف يسهل التحكّم معه في البلد.

 دعمت أطراف لها توجه سياسي، أشك في بعض أن لها  منافع اقتصادية،وخلق سوقين للصرف المالي ،هذا السيناريو ممنهج ليس من هندسة عامل {بِناء!!} فعلى العامل الجغرافي تناول الجدل أمر فتح طرق تعز، العمق السكاني والاقتصادي ليس تعز موضوعنا.

عُزلت عدن عن الشمال إلاّ من بعض طرق ريفية في بلاد القبيطة ضمران وحيفان وأغلقت الطرق التجارية الرابطة بينها وصنعاء، ويسرى عليها الوضع الأمني ذاته الذي يسري على طرق ضمران وحيفان، تأخذ مركبات النقل الكبيرة في المحملة بالبضائع مسار قسري أمّا عن طريق يافع ومجاهيلة أو مسار المخاء الحديدة هذه الإشكالية أصبحت حالة شاملة في السطح كما في العمق، لتعمق معاناة الناس.

جميعنا في اليمن متساوين،حكام ومحكومين متعهدي حروب ،رجالات الاقتصاد والسياسة ، أثرياء وغلابه..متساوين في ماذا؟واقع بلدنا،التخلف ،الفوضى في كل حياة بلدنا لا ناتج محلي ولا قومي مشرّف وعوامل الحياة معطلة ومعدومة.

أطرح سؤال: كيف نستطيع أن نبني دولة قوية تستطيع أن تحقق شروط النهوض الاقتصادي ويكون لها مكانة سياسية، انطلاقاً من معطيات الجيوبولتيك؟.