آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-06:43م

المدينة اليمنية

السبت - 21 يناير 2023 - الساعة 03:18 م

وحيد العبسي
بقلم: وحيد العبسي
- ارشيف الكاتب


تتوسع المُدن باتجاهاتها الأربعة ويعد هذا توّسع حرّ،ومُدن ذات توّسع محدود بإتجاهين أو ثلاثة نظراً ،لعوامل التضاريس،في اليمن توفرت كلتا العوامل مُدن لم توقف التضاريس توسعها نحو الجبال والوديان،ومدن حرّة التوسع ،توسعت بإتجاهات محدودة، لغياب عدة عوامل منها: التخطيط الحضري وغياب سياسة الدولة التي يجب أن تخلق عوامل التوسع بإتجاه على حساب آخر أمّا للحفاظ على الأراضي الزراعية ،والفراغات الحراجية والبيئية أو الأحواض الجوفية أوجعلها مناطق احتياطات عقارية ،لمشاريع سيادية واقتصادية أو يكن للتوّسع عليها ضرّر بيئي، يعطي التخطيط الحضري تجاوباً للحاجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

خلال الثلاثة العقود شهدت المدينة اليمنية توّسعاً عمرانيًا، وتلك  نتيجة طبيعية لمعدلات النمو السكاني السريع ، ليس الإشكالية في مبدأ التوّسع الذي يتضح معه  النمو السكاني ،بل في إنعدام التخطيط الحضري،مما أدّى إلى انتشار العشوائيات على حساب الأراضي :الزراعية والفراغات الحراجية ، والمناطق السياحية والأثرية ومجاري السيول والمنحدرات وحتّى والشعاب!!في المدن الجبلية.

تقترب {صنعاء} من جبل ضين وتباب سنحان ، تتشارك وتلتقي ،مع باقي المدن في الأزمات والمشاكل:أنعدام التخطيط الحضري والبنى التحتية وتنميط البناء بما يلائم المناخ ..أخطاء تصحيحها بثمن، فهي جلية بوضوح طرحت أمامنا قضايا بيئية واقتصادية واجتماعية.

تقذف المدينة يوميًا أطنان من مخلفات الورش والصرف الصحي وكل ما يتعلق بالإستهلاك واانشاط الإنساني بدون ضوابط ، هذا قد يضعنا أمام قضايا مصيرية

قد يتساءل المرء ما الذي جعل الدولة بعيدةً عن وظيفتها ..لكن كل هذا قد يصبح من القصايا السياسية مستقبلاً.

إن التخطيط الحضري والبنى التحية، يحققان التنمية الاقتصادية والمستدامة وبهما تزدهر المُدن وتتحسن المعيشة، لم تكن البلد قد وصلت الى مستوى من النمو الاقتصادي ، ولم تكن الحكومة قد وضعت خطط وسياسات لتحسين الوضع المعيشي في مناطق أخرى لتحد من من التحركات والهجرة الى المناطق المركزية

صنعاء وعدن ذات التوّسع العمراني المشوة، حيث باتت الإحتياطات العقارية لامكان لها.

لقد أدّت الزيادة السكانية السريعة، في بلد تفتقر لعوامل التنمية الاقتصادية لدفع الناس بتحرك وهجرة غير محسوبة من قبل الحكومات المتعاقبة، طرحت مشاكل حضرية ظهرت في  {صنعاء وعدن وتعز وإب وذمار وعمران}وحتّى مدن ليست عواصم إدارية {يريم ،معبر ،القاعدة...} يمكن لأيّ متابع لتلك التوسع المشوة أن يستحضر نماذج لمناطق عديدة غير ما سبق ،فالتراب الوطني يتقاسم كل قُبح ومآسي صنعها {السياسين }الفشلة.

خلال العشرين السنة القادمة قد يصبحوا قيعان حقل والبون وجهران أخصب مناطق البلد الزراعية، مجرد كُتل اسمنتية ، يريم وعمران تزحف بسرعة على محيطها الزراعي.

المشكل الذي يواجهنا في واقع مدننا :ازدحام السّير ،ضجيج السيارات والورش،تلوث الهواء وشبكة المواصلات التي لاتستوعب سير أكبر.

كل فعل له خططه وسياساته بإمكان حلّ مشاكلنا التي أوجدتها "السُلط" المتعاقبة على حكم البلد، و تغافلت عن الإحاطة بها ثم نستها.

حال المدينة اليمنية  اليوم ،التى يفترض أن نرى فيها مستقبلنا هو نفس الحال قبل الحرب وما يؤسف أن هذا الحال لم ترى شكله وسلبياته النُّخب المثقفة والسياسية ورجالات الاقتصاد !!وصولاً إلى عوام الناس الذين يصارعون على لقمة العيش والبقاء.