آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-03:28م

عيني لغير جمالكم لا تنظر.!

الأحد - 27 نوفمبر 2022 - الساعة 04:54 م

محمد علي العولقي
بقلم: محمد علي العولقي
- ارشيف الكاتب


 شمس ساطعة بالعطاء و الإيثار و التواضع، و من حولها نجوم يدورون في فلك التقدير و الاحترام، لا شمس تكسفها غيوم و لا نجوم تحجبها سحب.

هذا وزير بسيط في بساطة أنقياء كرة القدم الجنوبية، لم يبحث يوما عن ضجيج ليزن مواقفه تجاه نجوم كرة الزمن الجميل الذين ضاقوا ذرعا من مكاييل وزارة تدعي أنها رياضية، بينما الواقع أنها مغتصبة من طرف قراصنة الليل الطويل ..

هذا وزير النفط سعيد الشامسي تسكن جبينه شمس العطاء و التواضع، تبدو أعماله وضاءه ساطعة منيرة زاخرة دفئا و حنانا، هو أبدا لا يتأخر من مواعيده و لا يخفي نفسه، إذا ومض برقه حن رعده و تدفقت أمطار خيره لتروي ظمأ قلوب متصحرة قاحلة يسمدها بمواقف و موازين ثقلت فاخضرت أرضها بعد أن جف ضرعها و يبس زرعها، و سبحان الذي يغير و لا يتغير ..

 ألف نادرة و نادرة يطالعك بها هذا الوزير البسيط الذي أزال الحواجز بينه و بين الرياضيين، فكان كمن يسكن ثريا جميلة ملأ بضوء الليلك، ومع إشراقاته كان لا بد مما ليس منه بد..

 الكابتن القدير شكري هاشم نجم الوحدة العدني و الرمح الملتهب للكرة الجنوبية في أيام العز السمان فتح مطار قفصه الصدري لنجوم كبار استقطبهم في حفلة تكريم الوزير الشامسي، نخبة محترمة لبوا النداء و مروا على صحراء قلبي مساء السبت الماضي حاملين ذراع نخلة، و على شبابيك أضلعي رسموا بأعينهم أهلة عيد في حق وزير ما فتئ يظهر كبدر منير في الليلة الظلماء.

 لم يكن التكريم سباقا بين الكابتن شكري و بين قانون الفعل و رد الفعل، لكنه سباق أخلاقي انتصر للفضيلة و لتعميق جذور رد الجميل.

ياااااه يا كابتن شكري لولا ظرف طارئ حبسني لكنت واحدا من أسراب السنونو الذين حطوا على شجرة بيتك الوارفة، فلا أحد يمكنه أن يأتي بكل هذا الربيع إلا لاعب خلوق يذوب و يتشكل مع محيط معاناة زملائه.

لو كنت حاضرا إلى جوار الكواكب : محمد جعبل و جميل سيف و ماهر قاسم و عثمان خلب و عزيز سالم و عدنان قلعة و إيهاب عفارة، لقلت لسعادة الوزير:

أشعة شمسك تشرق على رقعة قلوبنا عشقا و حبا و تقديرا، أنت ملجأ نقي في زمن تنمرت فيه الضباع، أنت ملهم في زمن تغولت فيه الغربان، أنت فرقد يهتدي به الرياضيون في زمن وزارة رياضية يقودها البوم و الوطاويط و الجراد، كائنات هلامية (متحزبة) و (متقبيلة) و (متمشيخة) أضاعت البوصلة و حرفتها إلى حيث الغباء السياسي.

ليس هناك وسام أجمل و لا أروع من لقاء هذه الكواكب التي تنكر لها وطن (المتفيقهين) الجدد، ليس هناك أبهى و لا أنقى من قلوب هؤلاء الذين أطربونا في ملاعب الكرة و أقدامهم أسمعت كل من به صمم.

يمكنك يا جناب الوزير سعيد الشامسي أن تفخر بمشوارك و بما خطته يداك من كرم حاتمي بعيدا عن الأضواء، لكن هذا التكريم سيبقى في ذاكرتك أغلى من كل إنجاز شخصي، و أغلى من كل وسام، فعندما تحتفي بك النجوم و الكواكب فرصيدك من الحب فاق كل توقع ..

يمكنك يا جناب الوزير أن تتأمل في تقاطيع الصور التي طيرتها الجوالات إلى كل مكان، سترى ابتسامات نقية خالية من ذرة نفاق، و سترى عيونا مستبشرة تدمع وفاء، و سترى وجوها لم تعد تعتريها غبرة و لا ترهقها قترة، فاللقاء بمعاليك عودة للروح، عودة إلى تقاليد عرفان توغل و تغلغل في قلوب هؤلاء النجوم، فولد  حبا بغير تكلف و الطبع في الإنسان لا يتغير.

لم التق بمعالي الوزير سعيد الشامسي، و لم تسبق لي معرفة به، لكنه و الشهادة لله صاحب أفق صاغته إنسانيته، و بعد نظر تترجمه مبادرات إغاثة كل نجم كروي ملهوف ضاقت به سبل العيش.

تكريم هذه النخبة من كوكبة النجوم العدنية لمعالي وزير النفط صفعة يوجهونها لجهات ذات علاقة يمارسون تعذيبا ساديا في حق نجوم الكرة الجنوبية، و لفتة من هذا النوع لكمة في وجوه عابثين استوطنوا رياضتنا و اغتصبوا فجر براءتها، و صور من هذا النوع تعري المحتالين و تفضح المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون.

باختصار شديد التكريم الذي تبناه الكابتن شكري هاشم و معه الكابتن محمد جعبل و من خلفهما البقية الباقية أنصفت إنسانية وزير النفط، و وضعت الفواصل بين وزير يدخل السعادة إلى قلوب الرياضيين الذين مسهم الضر دون أن يطلب دعاية إعلامية، و وزير آخر منفوخ الصدر سخر وزارته لشراء الذمم و الضمائر و الولاءات و الصرف على حاملي المجامر و المباخر..!

جناب الوزير سعيد الشامسي، حضرات الكاباتنة الكبار قيمة و مقامة أرفع لكم القبعات إجلالا و احتراما، فعيني لغير جمالكم لا تنظر ..!