آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

مدينة تعز.. بين نشوة الجمال وألم الحرب

الإثنين - 31 أكتوبر 2022 - الساعة 06:27 ص

محمد منصور المعمري
بقلم: محمد منصور المعمري
- ارشيف الكاتب


المدينة التي نسكنها وتسكننا

الجمال الذي قلما نجد له مثيل 

الطبيعة الخلابة التي تصف نفسها 

المدينة التي يعشقها كل من يقطِنُها ويعرفها والتي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد كما تُرجِّح بعض الروايات .. 

تعز.. ما أن تقودك الخُطى نحوها حتى تشتم رائحة الحضارة وعبق التاريخ يفوحا هُناك ليأخذاك إلى عالم آخر.. وُصِفت تعز بأنها دمشق اليمن ويعود السبب في ذلك للأزهار والغيول والنزهة التي اتخذت منها مكاناً لها كما أنها كانت تُدعى ب "عُدينة" في قديم الزمان حتى عُرفت بتعز في القرن الثاني عشر الميلادي.. 

موطن العلم والفن والشعراء الذين لطالما ذاع صيتهم في أرجاء العالم كالشاعر الفضول ويحيى الحمادي والإعلامي يحيى علاو والفنان أيوب طارش العملاق الذي تعملقت بمعيته الوطنية بذاتها وغيرهم الكثير.. 

تقع مدينة تعز جنوبي غربي اليمن حيث تعد أكثر المناطق اعتدالاً بالمناخ بل والأكثر أمطاراً بعد محافظة إب بالإضافة إلى أنها أكبر محافظة يمنية من حيث الكثافة السكانية.

للأرياف في تعز طقوس كثيرة لم تتغير مع تغير الزمان فقبل ان يسحب الظلام أستاره

نجد الفلاحين يرتشفون الشاي ومن ثم يذهبون للحقول ليتفقدوا ما يزرعون فيها  .. وهناك آخرون وهم رعاة الأغنام تجدهم يتناولون وجبة الإفطار ليصعدوا إلى الجبال بحثاً عن المراعي لمواشيهم هذه الطقوس وغيرها تبعث إليك الحيوية بقدر ما تُشعرك بالكفاح. 

الحديث عن المدينة يستدعي العديد من المعالم التاريخية والأثرية التي تحتويها ك قلعة القاهرة وجامع الجند وجامع ومدرسة المظفرية إلخ... ناهيك عن المعالم السياحية تلك ك وادي الضباب ومنتزه السكون بالتربة وشجرة الغريب بمِنطَقة السمسرة وهي شجرة يُناهز عمرها الألفَي عام وغيرها من المعالم التي أضفت للمدينة جمالاً منفرداً عن غيرها والتي يحلو للبعض أن يجعل من إجازاته ومناسباته زياراتٍ لها.   

تعز.. منها انطلقت ثورة 26 سبتمبر المجيدة المناهضة للحكم الإمامي والتي كانت بمثابة تمهيد لثورة 14 أكتوبر في جنوب البلاد .. ومنها اتخذت الدولة الرسولية عاصمةً لها تلك الدولة التي حكمت اليمن بأكمله قرابة قرنَي وربع من الزمن(1229–1454م) بل وسيطرت على مكة وأجزاء من عُمان أيضاً.. 

اكتسبت المدينة أهميتها باعتبارها العاصمة الثقافية للبلاد فضلاً عن أنها لعبت دوراً مهماً عبر تاريخ اليمن في شتى المراحل وما حصار الحوثيين المُطبق عليها منذ ثمان سنوات إلا خير دليل على تلك الأهمية.

نالت الحرب من تعز الشيء الكثير وما زالت لتُعدُّ بذلك المدينة الأكثر تضرراً وتدميراً على مستوى الجمهورية لكنها ستظل جميلة وفاتنة وسنظل نعشقها رَغم الأوجاع التي تتربَّع على عرشها فالمجد لتعز والموت لكل من يُحاول عبثاً أن يجعل منها موقعاً للخراب والدمار.. والله المستعان.