آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-01:47م

هايلكس الدولة

الإثنين - 12 سبتمبر 2022 - الساعة 11:51 ص

صالح العلواني
بقلم: صالح العلواني
- ارشيف الكاتب


وأنت تنظر إلى الصورة الحالية ستلفتُ انتباهك سريعاً وستتذكرُ شيئا يرمزً إلى الدولة، وجود النظام والقانون وكيف كانت هيبة الدولة التي تتمثل في هايلكس يهابهُ الجميع ويُحسسكُ بوجودِ الدولة.

لسنوات طويلة كانت اليمن تحتُ مظلة جيش واحد وأمن موحد لا صوت يعلو فوق صوت الدولة ولا نظام يُطبق الا نظام الدولة وكان يسري على الجميع سواسية لا مكان لشيخٍ او قيادي او من قرية فلان أو مسؤول مقرب من الدولة ويستقوي بها.

حينما كانت الدولة قائمة وموجودة كانت هيبتها مفروضة على الجميع عشنا سوياً لا مكان لفوضىَ ولا عابث ولا ناهبٍ ولا نقاط جباية ولا جيش يتبع فلان ولا أمن يرتهنُ لتوجيهات قائد من منطقة معينة ولا مسميات حزبية قبلية طائفية يقودها منطلق مناطقي يهدفُ الى تطبيق نظامه المعين والذي يمشي عليه ويسعى لتحقيقه.

كانت الدولة الجهة الوحيدة التي يلجأ إليها الجميع وحامي الحما في وقت الشدة، المواطن يستند إليها، والكبير والصغير يحتكم إليها، وكل صغيرة وكبيرة تكون الدولة الكلمة العليا لها وهي المخرجُ الوحيد والعصىَ التي يتكئُ عليها الجميع دون استثناء.

عشنا تحت كنفها واستظلينا بظلها القوي الحصين ساد الأمن والامان في ربوع الوطن على اعتبار أننا اقوياء بها ونحتمي بها ويخاف الجميع منها ولا استعلاء ولا وجود لفرصة البلطجة والنهب.

كانت ذات يوم الدولة تتمثل في جيش وحيد منضبط وأمن وحيد ينفذ المهام ولا يسعى لاي شيء آخر.

كان الجيش والأمن بلبس وسيارات معروفة ومؤسسات رسمية يعرفها الجميع، أضف إلى ذلك عدم وجود أي عشوائية في المهام ولا اي شيء من هذا القبيل الذي يعكر صفو الوطن والمواطن.

أُطيحَ بالدولة وحل بدلا عنها الخراب والدمار ،العشوائية وعدم الاتزان

كانت لدينا هايلكس الدولة والان اصبح لدينا العشرات من الشاصات التي لم تاتي لنا بربع ما كانت تأتي لنا بها الهايلكس.

كانت الدولة جهة واحدة والان اصبحت لدينا عدة جهات وكلها تتبع أشخاص وأحزاب والنتيجة فوضى عارمة ودمار وقتل وقتال.

كانت تتمثل الدولة في هايلكس واوجدوا لنا شاصات كثيرة ولدت لنا بلطجة ونهب وإذا تكلمت قُتلت بدمٍ بارد.

من الحرب وحتى اللحظة فكر جليا كم أُوجدت من جهات وطوائف في نواحي البلاد وأصبح المواطن من كثرت الشاصات والقوات المنتشرة لم يعد يفرق بين أحد أمن وجيش حزام ولجان تبع الحوثي.

راحت هيبتنا بذهاب الدولة وجيشها الوحيد وامنها الموحد وحلت علينا شاصات لها اول وما لها اخر ولن ياتوا لنا بدولة ولن يطبقوا نظام يعيش في ظله المواطن في أمن وامان والله المستعان.