آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

قراءة في سيرة ورؤية الاستاذ عبدالحميد الحدي

الثلاثاء - 21 يونيو 2022 - الساعة 03:26 م

عبدالفتاح الصناعي
بقلم: عبدالفتاح الصناعي
- ارشيف الكاتب


الحلقة 1
الأستاذ الحدي الأنموذج للوسطية السياسية

كل بلد لاتزال ولادة برجالها العظماءوقادتها التأريخين الذين يسخروا حياتهم للرقي بأوطانهم..على المستوى العملي اوالنظري .. وبين من ينجح بطريقة أقرب للأكتمال وبين من يحقق مستويات محددة من النحاح واخرين يحققوا نجاحات جزئية ..
وعلى كلا تظل هذه التجارب عموما بكل مافيها هي تجارب عظيمة وملهمة للأجيال لإعادة بناء وترميم الأوطان ومواصلة مسار الأحلام الوطنية ومواجهة التحديات..وهذه وهي من أهم الثروات الإنسانية والوطنية التي يجب الحفاظ عليها والأهتمام بها كما يجب.

وهكذا هي اليمن لازلت غنية بخيرة رجالها في كل المنحنيات ورغم كل التعقيدات .. فهناك القادة الأبطال من الأجيال المختلفة الذين شقوا هذه الطريق منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر..

ولاشك بأن الاستاذ  عبدالحميد الحدي واحد من هؤلاء..والاستاذولد وتربى في وادي بناء ثم أنتقل إلى صنعاء وفيها بدا يتحسس خطواته الأولى نحو العلم والمعرفة ومسار النضال الوطني ..حتى  وصل الى أهم وأشهر الجامعات العربية والعالمية ..من اكفسورد البريطانية..و..ببغداد ..

وعاد إلى صنعاء ليتقلد المناصب الرسمية..فبدا حياته العملية مديرا عاما مكتب الداخلية..حتى وصل إلى درجة وزير ..لكنه توقف عن المناصب الرسمية ليعطي أكثر في الجانب السياسي والإستشاري والمهام الدبلوماسية..لأن هذا كان-ومازال- أشد ما تحتاج إلية بلد تمر بأسوء الأزمات من الإظطربات الداخلية والدولية وبالتالي فالأمر يتطلب بشكل مستمر لأراء الحكماء والعلقاء لإحداث ما أمكن من الإصلاحات والمعالجات.. وهذا مايتوافق ما شخصيته الوسطية وأرائه الحكيمة للمعالجات بالطرق الهادئة والمتوازنة..وعفته ووطنيته بالتخلي عن المكاسب المادية كضريبة وثمن طبيعي للوطنية وللآراء والمواقف المخلصة والصادقة.

ولأننا في مرحلة مظلمة من التطرفات فإننا بأشد الحاجة لإعادة القراءة والتأمل في الوسطية السياسية الوطنية في أنصع تجلياتها.

فنحن حقا أمام شخصية تتربع على عرش تجربة وطنية طويلة وثرية وهامة جدا..نحن في أشد وأمس الحاجة للتوقف عند هذه التجربة وقراءتها كما يجب لخلق حوار في إطار تجربة هذا الجيل أولا فيما يخص القضايا الوطنية المصيرية..وكذلك حوار بين الجيل الجمهوري السياسي الأول على الساحة اليوم ،والأجيال الشابةاليوم -وماسوف تأتي من الأجيال لاحقة تبني على التجارب الأكثر نضجا وإخلاصا للهم الوطني..لاسيما وأن الاستاذ من جيل الذي  عاش تجربة الجمهورية في كل تطوراتها الإيجابية والسلبية وبمختلف منحنياتها.

مؤمنا إيمانا عميقا بالمنطلقات القيمية والإخلاقية لثورتي26 سبتمبر و14 اكتوبر ولإتفاق الوحدة وللثورة الشبابية  ..وفق منطق متوازن وهادئ بالاعتراف بالأخطاء ومراجعتها بعيدا عن منطق المبالغات والتطرفات والعدمية السياسية.

التوجه العربي القومي جعل علاقاته تمتد برؤساء قوميين ...من ياسر عرفات رمز النضال العربي والفلسطيني في قضية الأمة المصيرية..إلى  صدام حسين الذي يعد رمزا لما لحلق بالأمة من الظلم والتواطئ الدولي..وقد كان الاستاذ كعادته شفافا وصادقا في اختلافاته مع صدام حسين ..

وفي الحقل السياسي العام من الأمس حتى اليوم ظلت علاقته متوازنة مع كل الاطياف الفكرية والسياسيةبكل توجهاتها..يسار ويمين . فلم يعتنق الاستاذ أي ايدولوجيا ولم يدخل تنظيما- عدا تنظيم المؤتمر الشعبي الذي يعد من أهم مؤوسسيه التأريخين -حسب قول الرئيس علي عبدالله صالح في أحد خطاباته عن تأسيس المؤتمر-..

عايش الاستاذ عبدالحميد رؤساء الجمهورية واحدا تلو الآخر  وكان قرييامنهم  بشكل أو بآخر وبمواقف واحداث وقصص شخصية تحمل أبعاد ودلات وطنية أكثر عمقا ونضجا للقضية الوطنية بكل ماتحيط بها من التعقيدات المختلفة.

منذ البداية ناضل الاستاذ بأسلوب المكاشفة والمصارحة وتعرية الحقائق كصاحب رأي وفكرة ورؤية للحل ووفق أساليب أكثر حكمة ودقة ودبلوماسية.
وهذا ما تجلى منذ  اول لقاء بالسلال أول رئيس  للجمهورية ..عقب أشتراك الإستاذ بقيادة المظاهرات الطلابية عام 1962 ودار بين الاستاذ والرئيس السلال أول موقف وحوار له مع رئيس..وهكذا سارت حياته بهذا الدرب الشاق مع الرؤساء ..

عبدالفتاح الصناعي 
يتبع..