آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-09:01م

هل تحولت الهدنة الى سلاح ضد الشعب اليمني؟

الثلاثاء - 31 مايو 2022 - الساعة 01:29 م

إياد فؤاد المغيني
بقلم: إياد فؤاد المغيني
- ارشيف الكاتب


أيام قلائل تفصلنا عن انتهاء هدنة الإذلال المزمنة بشهرين ، الهدنة التي يرعاها محور الشر الأمريكي والتي أهدت للحوثيين أكثر مما كانوا يريدونه دون أن يريقوا قطرة دم واحدة ، والأدهى من ذلك أن هناك تسريبات عن عزم الأمم المتحدة تمديد الهدنة . 

المضحك المبكي أن يتحدث المبعوث الدولي بكل فخر عن أن الهدنة قد نجحت في حماية الداخل السعودي و الإماراتي من استهداف الصواريخ و المسيرات الحوثية دون أن يتحدث عن مئات الانتهاكات الحوثية على الأرض ومعاناة اليمنيين من القنص وتقطيع أوصال الوطن و الألغام التي تحصد كل يوم أرواح الأطفال والنساء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أن المبعوث الدولي لا يريد سماع الحقيقة .

والعجيب المريب أن إعلان الهدنة وقبله إعلان نقل السلطة إلى المجلس القيادي الرئاسي ذي الثمانية أعضاء كلا الإعلانين قد تم بعيدا عما احتشد من أجله ألفان من الناشطين و الممثلين السياسيين اليمنيين الذين لبوا نداء اللقاء التشاوري تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة الرياض .وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مصادرة الإرادة و القرار السياسي اليمني وأن لقاءهم مجرد تحصيل حاصل . 

في الوقت نفسه يعمل الحوثيون وفق إيقاع الهدنة على توسيع سيطرتهم على شمال اليمن فارضين سلطتهم على الحجر و الشجر قبل البشر ولاسيما ومليارات الريالات تنهال عليهم عبر عائدات سفن المشتقات النفطية بكامل التصرف فيما مئات آلاف الموظفين يعملون في إطار سلطتهم  بأسلوب السخرة مواجهين أوضاعا معيشية أقل ما يقال عنها لا إنسانية على مرأى ومسمع من العالم دون أدنى التزام من اصحاب المسيرة القرآنية بتوريد هذه المليارات إلى البنك المركزي . 

لا شك أن الحرب كارثة بكل المقاييس ولكن توظيفها لإحراز غايات لا تخص الشعب اليمني هي الكارثة الكبرى وهو الأمر الذي يستدعي عقلاء اليمن أن يقفوا أمامه مليا إذ أن مصادرة القرار السياسي اليمني من قبل التحالف هو شكل من أشكال توظيف هذه الحرب لأغراض لا تخص شعبنا اليمني وهو معول هدم للدولة اليمنية بدء بالتصفيق لكل ما يقوم به التحالف وانتهاء بالصفقات الأنانية وسيئة لبعض ساستنا. 

لا غرو أن تستغل إيران حرب اليمن للحصول على مكاسب إقليمية ودولية فها هي دول التحالف نراها اليوم تنتهجان النهج نفسه حذو القذة بالقذة للحصول على تسويات مع الإدارة الأمريكية فلا فرق عندي بينهما سوى أن إيران قد سمحت لحليفها الحوثي أن يطبق على مقدرات الدولة دونما أدنى تدخل في تفاصيل هذا الاستحواذ بينما التحالف قد حول السلطة الشرعية إلى تابع خانع لإملاءاته .

هدنة مرشحة للتمديد وسلطة شرعية تركت القضية الرئيسية ( الانقلاب الحوثي ) وسارت في مسارات فرعية فتاهت في دهاليز المفاوضات وخلافات تعصف بالمجلس الرئاسي ترافقها سلوكيات التحالف المريبة في غض الطرف عن كل ما يهدد اللحمة الوطنية . فهل تحولت الهدنة إلى سلاح ضد الشعب اليمني أم إننا على أعتاب اتفاق رياض جديد ويا زعيمة جري الصنبوق .