آخر تحديث :الأحد-16 يونيو 2024-06:58م

رسالة إلى مندوبي ورؤساء مخيمات النازحين في محافظة أبين

الثلاثاء - 17 مايو 2022 - الساعة 02:24 م

سليم سالم
بقلم: سليم سالم
- ارشيف الكاتب


في رسالة وجهتها رئيسة مخيم النجمة الحمراء لنازحين في محافظة أبين مديرية خنفر لمندوبي ورؤساء النازحين
جاء فيها :

الاخوة والاخوات مندوبي ورؤساء مخيمات النازحين  أن ما يحدث من مشاكل وسؤء تفاهم في بعض مخيمات النازحين ، لم يجسدت مفهوم التصالح والتسامح والتماس الاعذار للغير... ولم يمثل الشعور برابط الاخوة والانسانية في أروع صورها، أود أن اوضح أن أي مندوب أو مسؤل مربع يريد الاستقرار والتقدم والرقي في المخيم أو المربع لا بد أن يحقق فيه قيم الترابط المجتمعي بين جميع أبنائه سوى كانوا من النازحين أو من المجتمع المضيف... بغض النظر عن اللون أو العرق او الجنس، أو التعصب المذهبي، أو الطائفي... فعندما تسود قيم المساواة بين الجميع، فإن هذا المخيم يتحقق له كل أدوات القوة، أما أن يكون هناك تشتت وخلاف، فهذا يؤدي الانقسام والفرقة، وكل ذلك في النهاية يصيب النازحين والمجتمع المضيف بالضعف والهوان، ويعرقل عملية دعم واستهداف هذا المخيم ويؤثر سلبا على المنطقة وسمعتها ومكانة كل أبناء المخيم والمجتمع المحيط بهم،

وقد حرصت الشريعة الإسلامية على تحقيق التكافل الإنساني والمجتمعي؛ لأن الإسلام هو دين السلام للبشرية، وهذا قول الله عز وجل في القرآن الكريم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وهذه الآية الكريمة توضح أن رسالة الإسلام، تهدف لتحقيق الترابط بين الناس جميعا، وحتى يعيش النازحون وغيرهم في وطن واحد، تجمعهم المواطنة والمصير المشترك. ويضيف: أن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة إلى المدينة قام ببناء المسجد، كما قام -صلى الله عليه وسلم- بالصلح بين الأوس والخزرج؛ وذلك بهدف أن يعيش سكان المدينة في أمن وأمان واستقرار، وتكون هناك وحدة بين الجميع، وبهذا الصلح انتهت الحرب التي كانت بينهما، كما كانت هناك المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكان الأنصار من سكان المدينة، يقتسمون ما يملكون مع المهاجرين،
حتى وصل إلى أحدهم يعرض زوجتيه إلى الآخر يختار ما يريد منهم كي يطلقها ويتزوج بها الآخر.... وفي النهاية عقد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وثيقة المدينة التي أرست الحقوق بين كل سكان المدينة المنورة. وتضمنت حياة أفضل للجميع ،

وتحقيق هذه واجب ديني وأخلاقي، لأن قواعد ومبادئ الشريعة الإسلامية، تقوم على عدة أمور هي: حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، وهذه القواعد والمبادئ عندما تتحقق يعيش المجتمع في أمن وسلام، ويكون هناك استقرار ومستقبل أفضل لهذا المجتمع لأن كل إنسان في المجتمع، سواء كان مسلما أو غير مسلم، عندما تتحقق هذه المبادئ، سوف يشعر بالحرية في العقيدة، ويشعر بالأمان على ماله وعرضه ونفسه وعقله، وبالتالي تتحقق الالفه بين المجتمع. واوضح هنه أن الشريعة الإسلامية قد حرمت التعدي على أموال وأعراض الناس، سواء المسلمين أو غير المسلمين، بل طالبت المسلم بالحفاظ على أموال غير المسلم، عند التعامل معه سواء بالبيع أو الشراء أو العمل، وأوجبت على المسلم أن يتعامل بأخلاق الإسلام؛ وذلك حتى تتحقق العدالة بين المسلمين وغيرهم، داخل المجتمع ؛ لأن ذلك من أخلاق الإسلام، ويشهد التاريخ الإسلامي على كثير من المواقف التي تدل على أن العلاقة بين المسلمين وغيرهم طوال العقود الماضية، كانت تقوم على مبدأ المساواة والعدل، وعاش الجميع معا في مجتمع واحد، في ظل المساواة وحرية العقيدة،

وأكد على ضرورة التمسك بهذه القيم والمبادئ التي نظمت العلاقة بين المسلمين وغيرهم في الوطن الواحد؛ لأن هذه الضوابط التي حملتها لنا الشريعة الإسلامية لابد نشرها بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الواحد،  وأكد على أن الحفاظ على هذه العلاقة، يتطلب ضرورة البعد عن الفتن
والشائعات، والتحلي باالاخلاق الفاظلة ودعم كل صور التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون، وأن يتسم الجميع بالحكمة والعقل عند الأزمات والشدائد والمحن التي تواجه المجتمع؛
لأن البعض قد يسعى للوقيعة بين أبناء المجتمع، ويسعى للفتنه بينهم... واطالب بضرورة ترسيخ هذه القيم والمبادئ لدى الشباب والأجيال القادمة، وهذه المسؤولية تتحملها المؤسسات الدينية والتعليمية والشبابية والثقافية؛ 
لأن تقدم المجتمع وتحقيق مستقبل أفضل يرتبط بمدى تحقيقها بين الجميع، 
وأما أي خروج على هذه الضوابط فإنه يحدث حالة من القلق والخوف والانقسام دخل المجتمع، وهذا يجلب الشر والخسارة للجميع؛ 
لأنه في ظل الفرقة والخلاف تظهر الجوانب السلبية، ويسود الإهمال واللامبالاة، وتنتشر الجرائم والفوضى، ويفقد الناس الأمن والأمان، وكل ذلك يتنافى مع دعوة الإسلام؛ ...
والله من وراء القصد ....