آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-09:58ص

مشاورات الرياض ..عبور اليمن من الحرب إلى السلم

السبت - 09 أبريل 2022 - الساعة 12:23 م

عادل الشبحي
بقلم: عادل الشبحي
- ارشيف الكاتب


 

عادل الشبحي 
سياسي يمني

بعيدا عن التفكير السياسي التقليدي اليمني  والتوجسات والتخوفات التي سيطرت على العقلية اليمنية  خرجت مشاورات الرياض ببيان ختامي تم إعداده بتوافق الأطراف السياسية المشاركة بالمشاورات ومشهد سياسي تمت صناعته وإخراجه بذكاء ، حيث استبق البيان الختامي بقرارات من الرئيس هادي كسرت الجمود في مؤسسة الرئاسة وأعلن إعفاء نائبه الذي كان يمثل السياسة اليمنية التقليدية وأجمعت على ضرورة إبعاده معظم القوى ، كما تضمن بيان الرئيس هادي نقل كافة صلاحياته كرئيس إلى مجلس قيادة يتكون من الدكتور رشاد العليمي كرئيس و ٧ أعضاء معظمهم ممن يتصدرون المشهد كقيادات سياسية آنية وقادة قوات عسكرية و ميدانية مهمة ، وتفويضهم بإدارة المرحلة و المفاوضات مع أنصار الله (الحوثيين) ، وإنهاء الحرب بعد سنوات لم تنجح خلالها الأطراف المتحاربة من تحقيق أهدافها وهو ما يؤشر لمرحلة سلام بدأت ملامحه من خلال تحفظ البيان من استخدام أي مصطلحات تستفز الحوثيين ولم يشر إلى استمرار الحرب بل أكد البيان الذي قرأه رئيس الحكومة د . معين عبدالملك على فشل العمليات العسكرية .

التطورات الإيجابية في ملف الحرب من وقف لإطلاق النار وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة أمام سفن الوقود والهدنة المعلنة من المبعوث الأممي 
السيد هانز جرودينبرج جميعها تدل على العبور إلى مرحلة جديدة مبتعدين عن لغة الحرب والسلاح .

جميع التوجهات تدل على إنهاء المعركة وتغليب لغة السلام مالم يحدث العكس خلال الأيام المقبلة.

من أهم نتائج المشاورات هو إعلان المملكة العربية السعودية دعم الاقتصاد اليمني ب ٣ مليار دولار منها مليوني دولار وديعة للبنك مقسمة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومليون دولار دعم شراء المشتقات النفطية ومشاريع تنموية وكذلك الدعوة لمؤتمر دولي لدعم اليمن، وهذا أمر مهم يلامس احتياجات ويحسن من مستوى الحياة ويدعم الريال اليمني الذي شهد تدهورا مريعا خلال الفترة الماضية .

الفترة المقبلة تعد مرحلة مهمة للجميع من أجل النجاح والعبور بالبلاد من مرحلة الحرب إلى السلم والوفاق والحياة ولابد أن يثبت اليمنيون بأنهم أهلا لإدارة شؤونهم بعيدا عن آلة السلاح والحرب.