آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-10:13م

ترجل الفارس الصبيحي

الأربعاء - 23 فبراير 2022 - الساعة 10:29 م

الخضر عبدالله ريشة
بقلم: الخضر عبدالله ريشة
- ارشيف الكاتب


ترجل الفارس اليمني العربي اللواء الركن / عبدالله الصبيحي قائد معركة السهم الذهبي ، قائد معركة دحر المشروع الصهيوفارسي في المنطقة

ترجل وغاب عنا الخلوق البشوش 
ترجل وغاب عنا من عاش العديد من لابسي الأوسمة والرتب عالة عليه وعلى أمثاله وعلى مبادئه وقيمه فهو الأكاديمي المؤهل الذي تنقل بين متارس الذود عن الوطن والعقيدة من جزر حنيش إلى جبال صعدة ثم إلى سواحل البحر العربي ودرتها عدن ثم إلى جبال المنطقة الوسطى عانى وتألم بصمت في كل معاركه بما فيها معركته الأخيرة مع المرض ثم ترجل وغاب صامتاً هادئاً

غاب عن هذه الدنيا الفانية والغياب عنها هو تراجيديا غياب أبدي غياب مطلق غياب سرمدي فهو غياب لايكتفي بقصف البسمة أو هتك المسرات ولايعرف التردد  بل هو حاضر البغتة ودائم المفاجآت إنها تراجيديا الموت بكل قسوته وسطوته بكل فداحته ومرارته بكل آلآمه وعذاباته التي تغور جروحه عميقاً في القلب والجسد وتستوطن أوجاعه في ثنايا الروح وقد لا تبرحها قبل غياب الروح المكتوب منذ الأزل لولا نعمة النسيان التي من الله بها على الإنسان

عندما نودِّع مسافراً فإننا نعيشُ على أمل اللقاء به ولو بعد حين  أما عندما نُودِع إنساناً تحت أطباق الثرى  فإنه لا أملَ لنا في لقائه بهذه الدنيا فكأسُ الفراق مرُّ المذاق

وكلما كان الفقيدُ عزيزاً كلما كان الرثاء أصدقَ دموعاً وعاطفةً وأشد تأثيراً وأرهفَ إحساساً وأصْفَى شعوراً وأشدَّ حُرقةً فمعلومٌ أن النائحةَ ليست كالثكلى

لا أرثي اليوم رجلا عاديا"
أو شخصا عابرا" ثانوياً
بل أرثي قائدا" ومعلما" ورجل أكاد اقولُ أنه بحجم وطن رجل أحيا وصنعَ مواقفا" خالدة في وقتٍ
سادَ فيهِ التحلل القيمي والعقائدي
في حقبة سادَ فيها (الرويبضة)

قائد عمل ليل نهار لخدمة مبادئ عقيدة أمتنا العريقة
قائد شهدَ ولازال يشهدُ له القريب والبعيد في زمن ساد فيه الإرتزاق والهوان والردة عن المبادئ والقيم الناصعة والمعاني الجميلة

فالصبيحي واحد من العظماء الذين أنجبتهم حرائر اليمن في القرن العشرين ووهبوا شمائل وزودوا بقدرات وطاقات متميزة ارتقت بهم إلى قمة المجد والتضحية والعطاء
رجل ليس ككل الرجال ورمز عسكري يمني عربي ليس ككل الرموز فما تركة الرجل الفذّ بين دفتي كتاب حياته الذي تتقاطر من صفحاته المضيئة كل صور العطاء والإبداع وتضعه حتما دونما جدل في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل من مثلهِ لقادة عسكر بالغي التفرد والتميز والإبداع في العصر الحديث

رحمكَ الله أيها القائد وغفرَ لكَ
وعفىَ عنك وإنَ العين لتدمع والقلب ليحزن وانا لفراقك أخي لمحزونين 
ولا نقول أِلآ ما يرضي الله
لاحول ولاقوة أِلا بالله العلي العظيم
وانا لله وانا اليه راجعون