آخر تحديث :الأربعاء-15 مايو 2024-11:36م

العلاج من الجازعة أو الجائحة

الإثنين - 17 يناير 2022 - الساعة 12:00 ص

عبدالله ناصر العولقي
بقلم: عبدالله ناصر العولقي
- ارشيف الكاتب


منذ حوالي شهر  ومرض الجازعة منتشر  في محافظة عدن والمناطق المجاورة ، ولم نعرف أصل لهذا المرض ، وإنما قيل بأنه مرض من الحميات ينتشر في موسم معين ثم يختفي ، والبعض يقول بأنه مرض الكورونا بعينه، ولكن أطلق عليه في عدن اسم الجازعة ، ولست أدري أهو اسم من أسماء الدلع والدلال لتلك الجائحة المرعبة، أم شيء آخر ؟، ولكن وحسب ما يبدو أن الأطباء لا يرغبون بالإفصاح عن حقيقة ذلك المرض المنتشر، ربما من منطلق تقارب أعراض الكورونا مع أمراض أخرى من الحميات، ولمعرفتهم بأن وصفة العلاج الناجع لجميعهم متشابهة ، لذا رغبوا في التخفيف على المريض عبء تحميله تكاليف فحص الكورونا الباهضة الثمن ، فوصفوا المرض بالجازعة ، فالنتيجة واحدة والدواء واحد مهما اختلف مسمى الداء ، وغالبية المرضى لم يعروا أي اهتمام بمعرفة أصل المرض وحقيقته ، بقدر ما يعنيهم هو تشخيص الطبيب للعلاج الشافي بإذنه تعالى .

من العجب أن كوفيد ١٩ قد أثار موجة هلع واسعة عمت جميع أرجاء المعمورة منذ عامين ، وما زال خطره يهدد حياة الشعوب، ولم يكترث لأمره الناس في بلادنا ، رغم الحملة الإعلامية الضخمة والمتواصلة ، والتي شبهت ضراوته بالموت الأسود !، وصورت سرعة العدوى بسرعة الصوت في حال عدم الالتزام بالاحتياطات التي تحد من انتشاره ، فما هو السر في عدم المبالاة بذلك المرض ؟، لا يبدو أن هناك سر وأحد أحاط بهذا الفيروس بل هناك شبهات عديدة أحاطت بهذا الفيروس منذ ظهوره في مدينة ووهان الصينية، وقد دار حوله جدل واسع ، وقد اتهم الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب  الصين بتصنيعه، ونعته بالفيروس الصيني، وهناك من اتهم أمريكا والغرب بصناعته في مختبراتها الطبية ، وتصديره للصين، ومع كل ذلك ، يبقى وجود تفاوت كبير وتباين في شراسته بين دولة وأخرى، فنجده في الدول التي ابتليت بكوارث الحروب وتداعياتها ، مثل بلادنا وسوريا وليبيا ، لم يواجهوا خطورة تذكر من هذه الجائحة، فربما هذا الفيروس ليس مصنع فحسب ، بل أيضا مبرمج ليكون أكثر رأفة بالشعوب التي لديها تلك الكوارث، وكما قال الشاعر العربي قديما

وحسبكم هذا التفاوت بيننا

وكل إناء بالذي فيه ينضح

لقد اقتحمت هذه الجازعة جسد العبد الضعيف منذ أسبوع ،  فتريثت ولم استعجل بطلب العلاج محاولا الاستعانة بجهازي المناعي الهمام لعله يعيد حالي على ما يرام ،  لكنه عجز ولم يتمكن من القضاء على هذا الغازي فهو أكثر ضراوة من هراوة التحالف العربي ، فلا طائل من الانتظار، فذهبت مساء اليوم التالي إلى عيادة الدكتور خالد عبدالرب والتي تقع في نفس الحي الذي أقطنه، فقام بواجبه المهني على أكمل وجه، حيث كتب لي وصفة العلاج على ضوء نتيجة  فحوصات مختبره الطبي ، وبعون لله طرأ تحسن تدريجي ملحوظ على حالتي الصحية خلال الأيام الماضية، واليوم بدأت أشعر بقرب القضاء على ذلك العدو بصورة نهائية ، مع عدم محاولتي التأكد من الاسم الحقيقي لهذا العدو حتى الآن ، فهو على كل حال ليس بعيدا، ويقع بين الجازعة والجائحة ، وكل ما يهمني هو تماثلي للشفاء التام فالحمد لله .