آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-09:06ص

شتم صالح لن يلغي شيء من تاريخه

السبت - 04 ديسمبر 2021 - الساعة 02:04 م

محمد السدح
بقلم: محمد السدح
- ارشيف الكاتب


كان رئيس اليمن ٣٣ عام ، شيطنته ليست من شيم الشجعان ، وشتمه لن يلغي شيء من تاريخه

أكبر انجازاته الوحدة اليمنية ، واكبر اخطائه تحالفه مع الحوثي

عاشت الناس في ظل وجود دولة كيفما كانت ، حتى انا كمعارض اعطاني مساحة أعارضه ، كنت أخرج الى الدائري وأطلع المنصة اقول فيه مالم يقله مالك في الخمر ثم أنزل واذهب الى بيتي وفي الطريق الى منطقة حدة أمشي من نقاط قواته الخاصة والحرس والامن المركزي ويقولوا ( اهلا بالمعتصمين اتفضلوا )

كان هناك في عهده مسجد يجمع الكل ( سربل ، ضم ) ألبس توزة ، ألبس معوز ، ألبس بنطلون ، كله يمني لا يوجد أسم غير هذا

اليمن هي السيد ، العلم الجمهوري والطير عنوان الأخوة ، مكتسبات البلاد هي الملازم وهي حلقات الذكر

كانت بيده فرصة ذهبية هو واركان نظامه لتحقيق دولة لا تهتز بغيابهم ، ولا تضيع بإقصائهم ولكن ما حدث هو أن الجزء الأسوأ في نظامه أراد ان يتحول الى مربع النضال ويصبح جزء ثائر ووطني ، ويصبح صالح مخلوع وظالم وفاسد

لم يكن صالح كومة من السوء ، او رجل يحمل فقط صفات سلبية كما يحاول البعض تصويره

كان شخص متسامح ، وكان يحب اليمن ، وصالح قبل تسليم السلطة غير صالح بعدها فقد حقق الرجل قمة التناقض بين المرحلتين ، فكان الجمهوري العتيد الذي فجأة اصبحت ذراع للإمامة والكهنوت ، مهما كانت احقاده على خصومه ومهما كان الأمر جلل في نظره إلا ان رئيس حكم جمهورية اليمن لا يليق به في اي حال من الأحوال ان يصبح يوماً حليفاً لنقيض الجمهورية

صحح خطأه برأسه ، وهذا موقف شجاع ومن الصعب ان يقدم عليه أي انسان بسهولة

مات صالح بعد حياة مليئة بتفاصيل كبيرة ، وسنوات مليئة بالجدل والإثارة

مات صالح تاركاً خلفة إرث يحتاج الى اشباهه ليحافظوا عليه ، ولكن المؤشرات كلها تقول بأن صالح كان رأس وقواعد ، كان رئيس حزب وكان هو نفسه رئيس الدوائر والقواعد الشعبية

مات ومات من بعده أعرق الاحزاب اليمنية .