عن حكاية الخريف والربيع ..

يمر الخريف يشق الطرقات واحياء المدن متبخترا متكبرا فخورا وضاحكا ويشاهد أمامه الربيع جالس منكمش في بستان صغير يبدو عليه الحزن والأسى .

يصرخ الخريف : 

اهلا بالربيع ههه مالي أراك وحيدا منكسرا ..هل عرفت اليوم من مننا الاجمل والاروع والأقوى؟؟؟

وهل عرفت أمتك العربية الى اين اتجهت واستقرت ؟؟

لقد اختاروني ربيعا واختاروك خريفا ؟؟

فماذا انت فاعل ؟؟

يرد الربيع بحزن : 

انا اعلم أن الناس صاروا في شتات ولم يعد يعلمون ماذا يفعلون ..

لكن اعلم أن الربيع هو الربيع والخريف هو الخريف ..

هذه حقائق لا تتغير والذي تغير فقط هي النفوس والضمائر وهذه لن تجعل منك ربيعا حتى يقول الله كلمته وقراره في هذه الدنيا

الخريف : يا خي إلى متى ستظل تتحدث عن الخير والربيع والحق والجمال ؟ اى متى ؟؟

الناس امامك لم يعد يهتمون لنظرياتك البليده واتجهوا مهرولين إلى ناحيتي ووجدوني انا الافضل والأجمل ..

الربيع : أن الله جميل يحب الجمال ..

إن الرحمن هو الحق والعدل..فلوا سارت كل الأمم باتجاهك مع الشر والظلم فاعلم ان الله لا يهتم لعبد ضال ..

واعلم لو كانت هذه الدنيا بكلها تسوى عند الله جناح بعوضه ماترك الشر ينتصر على الخير لحظة واحده وماترك حاكم ظالم يعبث بقوت انسان فقير .

ولكان الرحمن قد انزل قرار المنع قبل كل حادثه من أحداث الدنيا..

لكنه العظيم الكبير الذي تجاوز عقولكم البشرية التي اختزلت هذه الدنيا في نصر شيطاني معتقدين انكم حققتو كل النجاح.

الخريف : ايوه تتفلسف اتفلسف ..

اعلم أن الأرض اليوم ترفع رايتي الخريفية بينما رايتك الربيعية قد داست عليها شعوبكم العربية ..

الربيع : وانت اعلم أيضا أن رسول الله يقول إذا قامت الساعة فليضع كل انسان بيده شتله وليغرسها) 

وهذا هو البرهان الذي اتحدث عنه ولم تفهمه..

إن يدعو الله العباد في اخر لحظه من حياة البشرية جمعا إلى غرس شتله فهذا هو نهج الرحمن في أعمار واحياء الارض بالربيع والأرض والمحصول والغذاء والخير والخبز والعدل .

إن الأمه التي ترفض الايمان بالله هي أمة خاسره في الدنيا والأخرة ولو كسبتو كل خزائن الدنيا فاذهب من طريقي الى طريقك فالذنوب والمعاصي والأذى تشع في جبينك وستعلم يوما اين سنكون انا وانت وفي اي مرتبه وتحت أي جداول وانهار وتحت أي مظلة نستظل انا وانت ..

إن الله لا يخلف وعد ولا عهد وستعلم حينها كم كنتو عبيد لدنيا فانيه ولم تكونوا عباد لمالك الدنيا..

اعلم انك يوما ما ستسأل : 

( لمن الملك اليوم ؟؟)

وحينها يافشفشي ياثوري ياربيعي قل ماتريد ..

قل الملك لحقول النفط وقصور الملوك ثم يمكنك استدعائهم ليقفون ندآ أمام مالك الملك ..وستعلم حينها كم كنت مجرد شهوة صنم ورغبات فاضيه من اي ايمان..وستعلم حينها أن الرحمن قد أتم رسالته ولم يظلم أحد ومن اختار الهلاك فهذا خياره..

واعلم أن الحبيب صلوات ربي عليه يقول ( كل امتي يدخلون الجنة الا من أبى ) 

وحينما انت ترفض الجنة فلقد اخترت لنفسك جهنم..

وما الله بظلام للعباد..

وكفى