آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:36م

احتفالات الحوثيين و (حفلة التيس)

الإثنين - 15 نوفمبر 2021 - الساعة 09:13 م

سهير السمان
بقلم: سهير السمان
- ارشيف الكاتب


يُشعلُ الحوثيون كل عام ذكرى مولد النبي، ومعه يشعلون نيران قذائفهم لقتل وتشريد الأبرياء. سبع سنوات  والمعارك تقودها ميليشيا الحوثي ضد الشعب اليمني، لا تكترث بضحاياها من الأبرياء ولا بصغير أو مسن، فأي نبي هذا الذي يحتفلون بذكراه وأي قيم إنسانية يتغنون بها وهم يسفكون الدماء، ويدمرون المنازل.
بل ووصل بهم الأمر لجمع أموال المراسيم الاحتفالية من عرق الشعب المطحون الذي يبحث عن قوت يومه بالقوة والتهديد.
لم يُصدِق اليمنيون عبر قرون طويلة بوهم سيطرتهم، ولن يسلموا يوما بحاكميتهم، فصنعاء وغيرها ليست حوثية، ولن تكون، وكل ما يحاوله الحوثي هو إيهام نفسه  بالسيطرة، وبحلم البقاء من خلال افتعال هذه المناسبات الدينية. احتفالات أشبه باحتفالات الدم.
وكما جاء في كتب الأدب الكثير من قصص هؤلاء الحكام الديكتاتوريين، نجد الحاكم في رواية (خريف البطريرك) لغابرييل غارثيا ماركيز ديكتاتور جاهل لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ضعيف، لا يشعر بالقوة إلا بمقدار ما تكون أمه قريبة منه، ولهذا أعطاها صفة "قديسة الوطن" بمرسوم ملكي، ليفعل ما يشاء وقتما يشاء حاكم لا يعرف أي شيء عن ظروف السياسة العالمية، وربما لا يفهم أبداً ما إذا كان ثمة في الكون بلاد غير بلاده، فهو مجرد أحمق جاء إلى السلطة عن طريق المصادفة وصار سيدها وحاكمها المطلق.
أما في رواية (حفلة التيس) ل- ماريو بارغاس يوسا، قصة للتفاصيل البشعة والدرامية لآخر أيام الطاغية الديكتاتور رافاييل ليونادس تروخيليو فى جمهورية الدومينيكان، وعلى الرغم من تحالفه الطويل مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب معاداته للشيوعية، إلا أن الأخيرة تخلت عن دعمها له بعد اكتشاف اختراقاته الصريحة لقوانين حقوق الإنسان.
وهنا نقول إن الحوثية (الإمامية) عقيدة ماتت منذ قيام الجمهورية، واعتناق الشعب عقيدة الحرية والعلم والكرامة، وهو الواقع الذي رافق انهيار الديكتاتور(الإمام) مع تفكّك العقيدة المزيفة وفقدان الإيمان المُطلق بها. ليعمّ الشك، وتطرح الأسئلة، فيظهر نسيج جديد للمجتمع.