الخيانة من الداخل يا محافظ عدن!

اتصل بي معاتبا قائلاً يا أستاذ عارف أنت صحفي قدير وسمعتك عندنا طيبة، ولكن لي ملاحظة عليك، وهي أنك تهتم بأخبار الغير وتنسى أخبار وهموم منطقتك.

قلت  بالعكس أخبار منطقتي وهمومها هي في مقدمة اهتمامي.

قال على كل حال نحن في منطقة بئر أحمد ولليوم السابع بلا مياه وأنت تعلم بذلك، لأنك ساكن في منطقتنا وتعيش معاناتنا، ومع ذلك لم تكتب كلمة عن معاناة منطقتك مع مؤسسة المياه، رغم أن المنطقة فيها حقل مياه يضم 56 بئراً ، وكل المياه تذهب إلى خارج المنطقة ونحن محرومون منها.

قلت  أعلم ذلك، ولقد كتبت مراراً وتكراراً عن هذا الموضوع، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالكل مشغولون في تقاسم المناصب السياسية والعسكرية والصراعات والبسط على الأراضي، وترتيب أوضاعهم هنا وهناك، منهم مع الشرعية ومنهم مع الانتقالي ومنهم من يلعب على الحبلين.

قال والحل؟ قلت الحل بيد أبناء المنطقة، ينبغي عليهم أن يتحركوا ويتفقوا على ضرورة وضع حد لهذا الوضع، وعليهم أن ينهوا معاناتهم بأيديهم.

قال  كيف ؟ قلت عليهم تحديد يوم للخروج إلى حقول المياه ورفع لافتات تطالب محافظ عدن بإنهاء معاناتهم مع مسؤولي مؤسسة المياه وموظفيهم في الحقل.

قال يا أخي أنا سمعت أن الجماعة يبيعوا المياه لمالكي المدن الجديدة وعشان كذا يغلقوها على منطقة بئر أحمد وبالمقابل يستلموا مبالغ مالية على عملهم هذا، ومش بعيد يكونوا متعاونين مع أعداء الوطن والجنوب لخلق البلبلة وإثارة الفتن والقلاقل، باختصار هم طابور خامس لأعداء الوطن.

قلت: يا أخي قل كلام غير هذا، أنت تبالغ في كلامك هذا، قد تكون هناك أعطال في الشبكة أو هناك مخربون من خارج المؤسسة يتعمدون خلق الأزمات لغرض في نفوسهم، ولعلمك فقد عملت لقاء مع مدير عام مديرية البريقة، أكد لي فيه إحالة المسؤولين عن حقول المياه للتحقيق نتيجة انقطاع المياه عن أغلب مناطق المديرية.

قال وأين نتائج التحقيق؟ قلت  علمها عند ربي

قال  أنت تحاول خلق مبررات للمؤسسة ومسؤوليها مع أن الخيانة واضح أنها من الداخل، لأن من يحاول خلق أزمات حادة للمواطنين والبلاد في حالة حرب وتعاني من أزمات عديدة، فهو يسهم إسهاما كبيراً في تدمير الوطن وتقويض أمنه واستقراره.

قلت: يا أخي أنت دخلتنا في السياسة، وأنا مع إحالة الموضوع برمته إلى محافظ محافظة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، للتحقيق فيه، لأن قطع المياه عن أهالي منطقة بئر أحمد، وأيا كان السبب، أصبح أمراً لا يطاق، ويدخل المواطنين في معاناة فوق معاناتهم مع الكهرباء والمحروقات وموجة الغلاء التي طرقت كل بيت.

وحتى لا تكثر التأويلات وتزداد بازدياد معاناة أهالي المنطقة، نأمل من مسؤولي المياه معالجة هذا الوضع سريعاً قبل تدخل الأخ المحافظ، ولوضع حد لهذه التأويلات اللي تودي في ستين داهية.