آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-09:31ص

الفن سلاح يهدد عصابة الحوثي.

الخميس - 30 سبتمبر 2021 - الساعة 02:52 م

سهير السمان
بقلم: سهير السمان
- ارشيف الكاتب


 

أن تحب الجمال وتطوف بكاميرتك لتوثق تاريخ شعب عريق، فعل يعد جريمة في زمن الحوثيين تلك الجماعة التي لا عمل لها سوى إهانة الناس ومصادرة حرياتهم .
الفنان عبدالرحمن الغابري  كان يصور فيلما تحت عنوان المعنى الجمالي عن اليمن وبتصريح من وزارة الثقافة والهيئة العامة للمدن التاريخية التي أرسلت معهم مرافقا أثناء عملية التصوير في صنعاء القديمة ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، إذ أنه وأثناء ما كان فريق التصوير بقيادة الفنان الفوتوغرافي عبد الرحمن الغابري يصورون القمريات في بيت التراث الصنعاني؛ تم اعتقال فريق التصوير وتعرض تلفون الأستاذ عبد الرحمن الغابري للكسر، وتمت مصادرة الكاميرات وأدوات التصوير.
ممارسات تنتهجها الجماعة الحوثية لقمع الفن والفنانين اليمنيين لفرض أفكارها المتطرفة؛ ومن خلال إصدار تعليماتها بمنع الفنانين والفنانات من الغناء وحضور المناسبات والأعراس والتي تضمنت احتجاز واعتقال ناشطين وفنانين بتهم أخلاقية، والتضييق على الأنشطة الفنية في سلوك شبيه بسلوك تنظيمي داعش والقاعدة.
إن استمرار سيطرة المليشيا الحوثية التابعة لإيران على المؤسسات التاريخية والتعليمية في اليمن يشكل خطراً حقيقياً يهدد تراث وتاريخ هوية شعب بأكمله؛ فمنع الفن وفرض رقابة على الثقافة والتعليم، وطمس الهوية اليمنية، من خلال إخفاء الوثائق التاريخية وإعادة تأليف تاريخ شفهي يخلد الهوية الفارسية، يهدف إلى ترسيخ التبعية المطلقة لإيران، فلا شك أن حكم الإمامة الكهنوتية وانقلاب الحوثيين؛ امتداد تاريخي للاحتلال الفارسي الذي بدأ قبل ألف عام؛ متنكراً بملامح يمنية وباسم "السلالة الهاشمية".
على الشعب اليمني الأصيل أن يعي هذا ويقاومه بشتى الطرق والوسائل، وعلى المنظمات الدولية والهيئات المعنية الحفاظ على التراث والآثار اليمنية من هذه العصابة الإرهابية التي لا تشكل تهديدا على المستوى المحلي لليمن فقط، بل يمتد تهديدها إقليميا وعالميا.