آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

الوعي المجتمعي الغائب عن التعليم إلى متى؟ هل ندرك الخسارة الكبيرة التي سنجنيها عند توقف التعليم ؟

الأربعاء - 18 أغسطس 2021 - الساعة 04:54 م

أ. عبدالله حمود
بقلم: أ. عبدالله حمود
- ارشيف الكاتب


المدرسة النواة الأساسية للتعليم في أي بلد ، هي المصنع الأول لرجال الدولة ، المعلم هو المهندس الأول لمستقبل وطن ، فإذا كان البناء أساسه قوي بذلك نقول تستطيع بناء دولة ، وإذا كان ضعيف وهش لن يستطيع المجتمع بناء دولة قوية ذات تنمية ، عندها لن يكون الهدف بناء الإنسان ، بل بناء الجدران الخاوية لجيل لا مستقبل له .
الوعي المجتمعي عندما يكون حاضرا ومتابعا ومدرك لأهمية المدرسة ، عندها لاتخف على المستقبل .
هل ندرك الخسارة الكبيرة التي سنجنيها عند توقف التعليم ؟! 
هل نعلم إن خسارة التلميذ للحصة الواحدة من مهارات ومعلومات تجعل عنده فجوة وفراغ سوف يكون لها التأثير السلبي مستقبلا ،
وكيف سيكون الحال في خسارة يوم أو أسبوع ، أو شهر  ، أو أكثر ؟! .
هل من صحوة ؟!
هل أصبحنا مقتنعين بما هو موجود ؟!
العتاب ليس على أولياء الأمور فقط ، بل و الطبقة المثقفة وكل فرد في المجتمع .
عندما تغيب الدولة  يجب إن يكون المجتمع حاضرا .
حتى من يكتبون في الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي في هذه الأيام تكاد تكون أقلامهم بعيدة عن المدرسة والتعليم ، عدا القليل منهم .
إذا لم تكن الأقلام من أجل الوطن ،  ستكون الأقلام مكسورة ، عندما لا نسمع صريف الأقلام مع التعليم ، مع المعلم ، ستكون الأقلام مكسورة .
المبادرة . المبادرة إلى رد الجميل إلى المعلم والمعلمة  .
الشرعية الصماء ، يعجبها إغلاق المدارس وتدمير مصباح العلم والتعليم . 
لأن البديل في حالة تعثر التعليم هي الفوضى ، والتشرد ، وإنتشار المخدرات ، والضياع للطلاب  .
-ما هو دور المجتمع في رد الجميل  ؟
التضامن معه ، ارفعوا صوتكم ، على المجتمع إن يقف وقفة تضامنية مع المعلم ، لاتجعلوه لوحده يعاني  غلاء المعيشة والتهميش ومع كل هذا يقوم بتعليم أبناءكم .
عندما يرى المعلم وقوفكم إلى جانبه ، سيكون في غاية السعادة، ويقول: عندما ينساني اللصوص في الحكومة ، لن ينساني مجتمعي ، لن ينساني طلابي ، لن ينساني  من أفنيت عمري كله في تعليمهم .
ما أجمل اليوم الذي نرى فيه المجتمع بكل فئاته وبكل مثقفيه وأولياء الأمور ، عندما يرفعون  و يحملون العبارات الرائعة وهم يرددون: معلمي نحن معك ، يامصباح النور الذي ينير دربي ، لن تكون وحيدا .
هكذا سيرفع المعلم رأسة وتهون عليه التضحيات .
نعم المعلمون  يستحقون الوقوف  والتضامن معهم ومساعدتهم في هذا الوضع الصعب.
عندها صدقوني المعلم لن  يخذل أبناءه ومجتمعه ، لن يخذل وطنه .
ألا نستطيع  بثقتنا بالله،
وبتوحدنا ووقفونا تضميد جراحنا ، ألا نستطيع بوعينا وشعورنا جميعا بالمسؤولية وخطورة المرحلة ، أم نحن غائبون عن الوعي ، وبذلك سندفع الثمن ، وأي ثمن ، وإنه لغالي .