الأول مميز دراسيا وأخلاقيا وبعيد عن اللوبيات والشللية ، لايقبل أي سلوك سلبي وحريص على ألا يساهم بأي ضرر لغيره، درس الجامعة وتوظف بوظيفة محدودة الدخل .
الثاني غير ملتزم دراسيا ولم يكن يحضر الحصص الدراسية ولم يتعرف عليه أي من معلميه ولم يكمل الدراسة ، لا يجيد كتابة جملة صحيحة واحدة ، غير منضبط أخلاقيا وسلوكيا.
الأول يعاني ماديا ويمر بظروف نفسية سيئة ووضعه لا يحسد عليه.
الثاني لم يكمل الدراسة و انضم لحزب السلطة حينها وحصل على وظيفة ،ثم تعين قبل الحرب بسنوات بمنصب كبير في السلطة المحلية واشتهر بالفساد، حتى توقف في بداية الحرب ثم أعيد الاعتماد عليه في منصب محلي بنفس مستوى المنصب الأول على حساب المئات من الكوادر .
الزميلان هما وضع مصغر لطريقة التعيينات وعنوان كبير للفساد الذي أوصل البلاد إلى ماهي عليه.
تحدثت إلى المسؤول الأول الذي أصدر قرار تعيينه حينها وهو بدرجة وزير ،قلت له :
إن كنت تعرف هذا الشخص من سابق ولم يرشح لك ، فلا رجاء ولا أمل منك وأشك أنكم أعضاء في عصابة واحدة ،وإن كنت لا تعرفه فغير اللوبي المحيط بك فورا ، وأكدت له أنه من المخجل والجلل العظيم والفساد الكبير أن يكون هذا الشخص واجهة للدولة والوظيفة العامة ويتصدر المشهد وهو لا يحسن إلا الفساد والفوضى .
