آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-03:28م

في انتظار الكارثة الكُبرى

الأحد - 04 يوليه 2021 - الساعة 09:21 م

محمد الوجيه
بقلم: محمد الوجيه
- ارشيف الكاتب


 

 

بالرغم من أن المصائب والأزمات تتعدد ولا تكادُ تفارق الشعب اليمني المغلوب على أمره، إلا أن الكارثة الكبرى التي تجهلها الحكومة اليمنية والشعب على حدٍ سوى مازالت في قيد الانتظار. 

 

من المتعارف عليه أن معظم سكان اليمن باتوا يعتمدون وبشكل أساسي لتوفير حاجياتهم على الدعم الخارجي المقدم من المنظمات الدولية بدلاً من اعتمادهم على مؤسسات الدولة، وما يثير التساؤل ماذا لو أن تلك المنظمات عزمت الرحيل وغادرت البلد!'.

 

 بكل تأكيد ستتحول اليمن إلى مقبرة جماعية بسبب الجوع وستودع موتاها بالألف وهنا تكمن الكارثة الحقيقة التي تغض الحكومة عنها الطرف. 

 

وقبل المصاب مازال لدينا متنفس بسيط لإنقاذ الشعب اليمني من الوقوع في الهاوية، حتى وإن كان متنفس صعب.

يتوجب على الحكومة اليمنية وبقية الأطراف المعنية في الدولة والمدن المحررة من عمل إصلاحات اقتصادية جذرية تعود بنا كشعب إلى الاعتماد على مؤسسات الدولة بدلاً من الاعتماد على المنظمات الدولية.  

علينا جميعاً أن نغلب مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الشخصية، حتى إن لزم الأمر يتم فصل الشؤون الاقتصادية عن الشؤون العسكرية والسياسية.

أصبح من الضرورة تشكيل لجان مشتركة من مختلف الأحزاب والقوى السياسية في المناطق المحررة لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الهرولة إلى المجهول وايقاف التلاعب بمقدرات وثروات الشعب اليمني.

ربما تكون النتيجة الأولى لتلك الكارثة هو تحول الشعب اليمني إلى ملشيات وجماعات مصغرة لاقتحام البنوك والمؤسسات التجارية ليجدوا ما يسد رمقهم حتى البقالات والمولات لن تسلم من ذالك كل مكان يتوفر فيه الغذاء سيكون هدف لمن ألم بهم الجوع.

قد تتحول البلاد إلى مأتم كبير، تغرق بالدماء وتتعفن بجثث الموتى ممن قضوا نحبهم إما عن طريق الجوع، أو عن طريق الإقتتال بين المواطنين على مصادر الغذاء.

 

علينا جميعاً أن ندرك خطورة الوضع الأمر لا يحتمل الانتظار البلاد تسير وبسرعة فائقة نحو الجوع والفقر المتقع.