دبت الحياة في أوصال كرة القدم بعودة الجماهير التي هي ملح المباريات .... وعادت الروح من جديد لملاعب الكرة في كل مكان ... وما أروع مباريات بطولة الأمم الاوربية التي تدخل مراحلها الحاسمه يوما بعد يوم... وقد منحها الحضور الجماهيري زخم وبعد آخر واصبحنا نستمتع بمشاهدة مباريات عادت اليها روح المنافسة مجدداً بعد الجائحة التي عصفت بكل شيء وحرمتنا المتعة لبرهة من الوقت ... هذه العودة المحمودة تصب بالتأكيد ودون ادنى شك في مصلحة مونديال قطر المرتقب ... مونديال كل العرب .... تمنحنا وتمنح قطر قوة بعد مخاوفنا وشكوكنا في عدم الحضور الجماهيري وحرمانه من دخول المباريات ..
أصبحنا على موعد مع مونديال صاخب باصوات واهازيج الجماهير التي ستملأ مدرجات الملاعب القطرية الجديد منها والقديم ... وستلتقي الثقافات المختلفة على الارض القطرية التي ستكون مسرحاً للمباريات اولا وللمهرجانات والكرنفالات بانواعها المختلفة التي ستأتينا من كل مكان في هذا العالم الفسيح ..
ستعج الساحات والاسواق والمجمعات والمناطق القطرية بنماذج ومشاهد فنية فريده قد يشاهدها المرء لاول مرة في حياته .... تختلف الرقصات والمعزوفات من ثقافة لأخرى ... وتتنوع الملابس والاعلام من شكل لأخر ... وتختلط اللغات من لغة لأخرى .... سلوكيات متناقضة ومتشابهة ... تستمر لفترة محدودة وتبقى ذكرى إلى الأبد ... حياة مدتها قصيرة لكنها حافلة بكل ماتحمله الكلمة من معاني ... فيها الحزن والفرح ... الجديد والقديم ... الحقيقة والخيال ... الإثارة والمتعة... المنافسة والتحدي ... السكوت والكلام... القسوة والليونة... حياة دراماتيكية فنيا ومعنويا وأدبيا ..
محطة رياضية تاريخية تكتبها قطر وتسجلها للزمن والتاريخ .. فيها الخبرة والاحترافية... فيها مكاسب لاتعد ولاتحصى ... إبتسم الحظ بعد ان أدار لنا ظهره وعادت الجماهير للمدرجات ومواقعها الطبيعية وسيكون الموعد في أحلى وأجمل الايام عندما تلتقي جموع المشجعين فوق الاراضي القطرية وفي اروقتها ليرتفع صوت الحناجر وباعلى نغماتها وعباراتها باننا كلنا ( نبض المونديال ... قطر ٢٠٢٢ )
